|

دورة السؤال في الحياة

الكاتب : الحدث 2021-11-01 08:02:50

هذا الذي يأخذني من مجريات اللحظة الآنية في زوبعة 
لا توقيت محدد لها ، يطل فجأة على شرفة عقلي يقدح شرارته ليُشعل حركة ما تدك حصون الركود وتجعلها في تأهب تام أيَّا كانت المعطيات يوغل في ثنايا التصورات يزعزع الذاكرة ؛ انتشي به وفي ذات الوقت لا أفعل ، إن وجدني في وسط تلابيب الوعي أدخلني لمنطقة أعمق بحثًا عن إجابة وكلما توصلت معه لإجابة لا ينفك عن تفكيكها وسبر أغوارها والوقوف على أسرار ماهيتها ..
أعيش معه حالة من القلق الوجودي الذي يؤمن بالسببية وبذلك نتوغل في علل الأشياء وحيثياتها 
وعندما ندرك الأثر ونعيش التأثير يمتد إلى سرمدية 
لا محل لها من الواقع لنكتفي بترويض ذاك الامتداد بحتمية ما ..
وبين هذا وذاك يحدث الترقب للتدفق الذي لا نملك السيطرة على زمانه ومكانه حيث أنه لا يهتم ما إذا كانت اللحظة مناسبه للجريان أم غير مناسبة كل الذي يهمه في الأمر فعل الحدوث وبصفتنا المُستقبل لتلك الحالة علينا الانتباه في التقاط المعاني وتوثيقها وفق آليات ذلك الجريان بمُحاذاته تمامًا دون أن نسبقه ونتعداه ودون أن نتباطأ ونتأخر فنكون في زمن فائت لا يشبه الحالة التي جاء فيها ذلك الإلهام لأجلنا فحسب ..
إنه السؤال ذاك الذي يُكسب الفلسفة ديمومة الحِراك 
ويقلل مخاطر الجدل حول أصل الأشياء ويجعل الاحتمالات تأخذ مجراها حيث كلاً له قواعد ومرئيات يستند عليها في فلسفته ..
علينا أن نمتلك الجسارة في طرحه ونعيد الكرة تلو الأخرى حتى نرتوي ونروي مسار الشغف ، حتى لو لم يجود الواقع بالإجابات التي نطمح إليها فلا يُهم إن لم تكن ذات الإجابة التي نريدها المهم أن نريد الأسئلة ونرتادها حتى تُريدنا وتقترب منا وتمتزج في كينونتنا وتتماهى مع مكنون الروح بوصفها شريك في حالة الجريان والانسياب الذي قد يجعل الأجوبة تنسجم مع الاحتمالات في دورة السؤال في الحياة.

بقلم : رهام مدخلي 
@Reham90md