|

( المدرسة السومرية أول مدرسة في التاريخ )

الكاتب : الحدث 2021-10-11 08:26:27

كان نُشوء  المدرسة السومرية التي تسمى بالسومرية (اي دوبا)  اي ( بيت الالواح ) نتيجة مباشرة لاختراع طريقة الكتابة المسمارية وتطورها ، ذلك الاختراع الذي يُعد ابرز ماساهمت به بلاد سومر في تقدم الحضارة ، وقد كُشف عن أول وثائق مكتوبة في مدينة سومرية اسمها اوروك في جنوب العراق ، تتألف هذه الوثائق من أكثر من ألف لوح صغير منقوش بالكتابة الصورية ، اكثرها يحتوي على اجزاء مُذكرات اقتصادية وادارية، ولكن وِجدت من بينها عده الواح تحتوي على جدوال بكلمات دونت لغرض الدرس والتمرين ، وهذا مايشير إلى أن بعض الكتبة في زمن موغل في القِدم حوالي ٣٦٠٠ قبل الميلاد، كانوا يُفكرون بعقلية وطرق التعليم والتدريس . 
وفي مدينة شروباك السومرية في العراق ( موطن نوح السومري في الاساطير ) وِجد في التنقيبات الاثرية عدد كبير من الالواح التي كان يدرُس فيها تلاميذ المدارس ويرجع تاريخها الى ٢٥٠٠ قبل الميلاد ،،
ومهما كان الامر فإن النصف الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد هو الوقت الذي بلغ فيه نظام المدرسة السومرية طور النضج والازدهار ، فقد كشف في التنقيبات عن عشرات الألوف من الالواح من ذلك العهد ، وليس هناك أدنى شك في أن مئات ألوف اخرى لا تزال مدفونة في باطن الارض تنتظر المنقبين في المستقبل.
وكان الهدف الأساسي للمدرسة السومرية مايصح ان نسميه بالتخصص او التدريب المهني ، اي انها اُسست لغرض تدريب الكتبة الذين كانوا يحتاجون إليهم لسد المتطلبات والحاجات الاقتصادية والادارية الخاصة بالبلاد ولاسيما بالمعبد والقصر ، وقد استمر هذا الغرض هدفاً اساسياً للمدرسة السومرية في جميع عهودها.
ويقول المؤرخ صمويل نوح كريمر في كتابه ( السومريون ) لولا جهود المعلمين السومريين الذين عاشوا في اوائل الالف الثالث قبل الميلاد وقدرتهم الإبداعية ودأبهم لما كان بالإمكان تحقيق انجازات العهود الحديثة العقلية والعملية، فمن بلاد سومر انتشرت الكتابة والتعليم لكافة ارجاء العالم،

عالم الاثار ،، زياد الدليمي

@zeyad_aldulime