|

” لعنة الوعي “

2020-02-12 06:30:55

الذي يفهم كثيراً يعاني كثيراً، الذي يستوعب كل ما حوله يزدادُ بؤساً.. فالمعرفة تزيد من قيمة الإنسان وكذلك تزيد من ألمه فالوعي مؤلم..
المنطقة المظلمة التي يراها الشخص تزداد اتساعاً مع كثرة علمه وتعلمه..”كُلما ازددتُ علماً ازددتُ علماً بجهلي”
أن لا تغيب عن عينك تلك المأساة التي باتت شيئاً عادياً للآخرين.. أن ترا كل شيء بمنظور آخر.. أن تفهم خلف ما يُقال وتسمع كل ما لا يُقال.. أن تتعلم وتتطمح للمزيد لكن ليس كل ما يرغب به المرء يستطيع أن يبلغه فهُنا يحقُ لك أن تكون بائساً يائساً..
كذِب من قال بأن المعرفة تزيد الشخص تفاؤلاً على العكس تماماً كما قال أيمن العتوم:‏ “يثقب الهمّ والحزن فؤادي في كلّ لحظة، كلّ هذه الكتب تُغرقني في الهمّ، العارف مَهموم، ثقيل الغَمّ، طويل الحزن، شديد الحسرة، تَقضُم الحِكمة قلبَه كالتّفّاحة؛ “لأنّ في كثرة الحِكمة كثرةَ الغَمّ، والّذي يزيدُ عِلْمًا يزيدُ حُزنًا”.
لكنه الوعي أيضاً من ينقلنا من أسفل سافلين إلى أعلى عليين..
لكنه الوعي أيضاً من يجعلنا نبني بعد أن كُنا نهدم..
لكنه الوعي أيضاً من يُرشدنا للصدق بعد أن كنا كاذبين..
لكنه الوعي أيضاً من يجعلنا نرى الظلم باطلاً والعدل حقاً..
لكنه الوعي أيضاً من يجعل من الإنسان إنساناً بِحَق..
إذاً ؛ فلتَحِلَ علينا جميعاً لعنة الوعي…