|

( أن نتحرر ونَصِل للخلاص )

الكاتب : الحدث 2021-09-14 04:35:47

لطالما رغبنا بنهاية المشكلات وفراق المُسيئين.. وكأن النهايات دومًا ستكون بدايات جديدة لتستمر الحياة وكأنّ شيئا لم يكن..!
عندما تنتهي حكاية بُؤس, ويتوارى الجلاد عن أعيننا.. ونعتقد بأنه الخلاص ويمكننا البدء من جديد حيث توقفنا.. هنا نعلم بأن لاشيء انتهى بل مازلنا نعيش الأحداث ذاتها ونسقطها على لحظاتنا الجديدة..
حينما نغفل عن مداواة الجروح قبل إغلاقها؛ فإن القيح الذي سيخرج منها لن يسمح لنا بالتجاوز والسماح برحيل ألمنا..
ومن هنا نصبح كائنات مُعقدة؛ في كل موقف نواجهه في الحياة نستعين بذاكرتنا الهزيلة لتَتَمكّن منا عقدنا و تحكمنا..
إذاً؛ قد تنتهي الأمور فعلياً لكن؛ شعورياً تستمر حتى نتشافى منها وتنتهي كليًا ..
ربما تتساءلون عن ماذا أتحدث وكيف يمكن للأحداث أن تنتهي ولا تنتهي في الوقت ذاته..!
كل العلاقات السامة التي كنا جزءاً منها يومًا ..
كل الأحداث المأساوية التي كنا أبطالًا أو ضحايا فيها..
كل الحروب التي خُضناها رغبةً منا أو رُغماً عنا..
كل الأحلام التي تعلقنا بها ولم نستطع تحقيقها
كل الآمال الكاذبة التي أعطيت لنا وخذلتنا..
إن لم نعطي مشاعرنا حقها ونسمح لأنفسنا أن تعيش ضعفها الإنساني دون أن نكابر ونتهرب؛ سنبقى أسرى لماضينا..
خذلان صديق واحد قد يجعل الإنسان وحيداً لا يكوِّن الصداقات.. علاقة زواج فاشلة تجعل أحدهم يعزِف عن الزواج نهائياً.. ظُلم أب أو أم قد تجعل أحدهم يرفض الإنجاب..
ومن الممارسات الخاطئة التي نمارسها لنتخلص من غضبنا الكامن تجاه شيئٍ ما أو شخصٍ ما أن نقوم بإسقاط الماضي على أحداث الحاضر وكأننا ننتقم من الذين آذونا بأن نأذي نحن غيرهم..
فكل ما علينا أن نقوم به أن نحتضن أنفسنا, نخاطب ألمنا, نصل لأعماقنا ونسمح برحيل ترسبات الماضي, لننضج عاطفياً ونتعافى داخليا ونَحِّل عُقَدَنا لِننعم بالسلام الداخلي..
دُمنا ودُمتم مُتعافين من جِراحات الحياة.

مسعودة ولي 
masudah77