|

"الدوادمي" مدينة الآثار والعصور المختلفة

الكاتب : الحدث 2021-09-09 11:00:55

بقلم عالم الآثار/ زياد الدليمي

على بعد ٣٣٠ كيلومترا غرب العاصمة السعودية تقع مدينة الدوادمي وتعتبر من أقدم المستوطنات البشرية في وسط الجزيرة العربية إذ تحمل جبالها ووديانها آثار ونقوش وفنون وصوراً للإنسان وبعض الحيوانات، أبرزها رسومات لأسود بحجم كبير، تنتشر حولها مناجم للتعدين والركامات الحجرية. وقد اكدت عمليات المسح الاثرية ان المنطقة غنية بالمعادن لدرجة أن الدلائل الاثرية والاستنتاجات تشير الى أن ذهب المنطقة قد ساهم في رخص ثمنه في العراق والحجاز في زمن مضى.
كما تشتهر المنطقة بهضبة جبلة التي كانت من أيام العرب وشهدت حروبا ثمانية، أربعة قبل الإسلام واربعة بعده، كما توجد بالمنطقة قرى وهضبات تحتضن آثاراً موغلة في القدم، وفي العصر الحاضر يعتبر قصر الملك عبد العزيز في الدوادمي الذي بني قبل 53 عاما أحد معالم المنطقة التراثية ،،
كما أن من أبرز المعالم الأثرية موقع سمرة الذي يقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الدوادمي، ويوجد قربه منجم التعدين ،، حيث المساكن والأدوات المستخدمة في التعدين تبدو ظاهره للعيان مع الكثير من الركامات الحجرية،، وتعد الدوادمي من الناحية الأثرية من أهم المواقع التي  اهتم بها الباحثين والمهتمين، فبدأت عمليات المسح منذ عام ١٩٧٩ م التي أسهمت في اكتشاف العديد من المواقع والعثور على قطع نادرة.
وعند ذكر مدينة الدوادمي لابد علينا ان نذكر موقع صفاقة الذي يقع جنوب شرق الدوادمي والذي يعد اكبر موقع آشولي في الجزيرة العربية، خاصة وأنه يقع في نقطة اتصال بين روافد وادي الباطن ووادي السهباء.
وأظهرت عمليات المسح الاثري احتواء موقع صفاقة على سبع طبقات أثرية، احتوى بعضها على أدوات حجرية آشولية واحتوت احدى الطبقات على أدوات حجرية موجودة في مكانها الأصلي، ولم تتأثر بعوامل التعرية الطبيعية.
وتفيد الأعمال الأثرية المنفذة في مواقع صفاقة بأنها مكان لوجود الإنسان خلال عصور مختلفة تبدأ بالعصر الآشولي الوسيط وتستمر الشواهد الدالة على وجود الإنسان خلال العصر الحجري القديم ، ثم العصر الحجري الحديث، ثم العصور المعدنية حيث يوجد منشآت ثابتة مثل: المذيلات، والرجوم، والدوائر الحجرية.