|
الكاتب : الحدث 2021-09-04 04:06:24

بقلم / حنان محمدالثويني

في كل مرةٍ أقطع الطريق بسيارتي تتقاذفني الخيالات والأفكار ، وتتعارك بين أضلاعي إستفهامات وتعجبات كثيره ..

إستفهامات وتعجبات لاتتوقف أبداً،بل في كل مرةٍ تتسع وتزداد وتكبُرُ معها تأمُلاتي

لاأدري ..!!

مالذي يعتريني في الطريق ..!!

في كل مرةٍ أكتب ..وأكتب ولا أُجيد الخاتمه

 إني أُكِبرُكَ وأُجِلُّك أيها الطريق .. أراك مُذهلٍ وجبار في كل رواحٌ وعوده ..وأكتب عنك مُجدداً ..الحقيقه .. أنا لا أملّ من الحديث عنك وفي كل نهاية لكلماتي تتمخض كلمات جديده ..

إنك المكان المؤقت الذي يُلفت نواظري وأحاسيسي ويُخيم على نفسي الكثير من الهدوء والسكينه والصمت العميق والإنصات الشديد لأغنية أم كلثوم (وصفولي الصبر)حتى أصل وجهتي 

تتعلق عيناي بالإضاءات الملونه والعِمارات الشامخه والنوافذ اللامعه والأشجار الوارفه واللافتات المُعلقه
والأنفاق والمخارج والأرصفة والآلات والناس والقطط ..

أتسائل :
- أ هذا هو الطريق الذي قطعه الأولون والآخرون من عهدٍ قريب؟
- أ هذا هو الطريق الذي إحتوى الكثير من الإنفعالات والأحداث والموت والحياة ؟
- أ هذا هو الطريق الذي شِهدالحب والكره والقسوة والحنان واللقاء والفراق!!
كيف يحتار قلبي معك ياطريق؟!

عرفت أنك الوحيد الذي عانى من أحوال البشر وإنهياراتهم النفسية والعاطفيه..
 
كم من باكٍ سقطت دمعته ،وشاكٍ يتألم ،وكاتم لأحزانه،وصارخ لهمومه،ومظلوم من أهله، ومريض يتأوه،ومخنوق بإعتذراته،وسارق يهرب،وفقيرٌيسأل،وظالِمٌ يتبجح
ومستبشر يضحك، ومتخيلٌ يبتسم،وحزين يتعبّر،ومُنتصِرٌ يفرح،وقوي يتباهى، وضعيف يتذلل،وقلبٌ كسيرفقد حُبه ، ومُحبط هوت آمال وأُمنياته ومصدومٌ ذاهِل،ومولود من جديد، وميتٌ في حياة،وميتٌ راحِلٌ للقبور ..والكثير الكثير من الطقوس المتلونه!!

كم أنت عظيمٌ ياطريق 

جعلتني أترك مباهج الحياة كلها وأعيش فيك الأفراح والمئآسي 
وأتخيل أوضاع البشرالمُتقاذفه وأنسجم 
بأنباءٍ تبوح بها المسافات الطويله في كل معبرِ ورصيف وتقاطع ومُفترقٌ وزاويه 
وعبقٌ تفوح منه نداوة المطر وروائحٌ متطايره،وزوابع الغبار وقفقفةالبردوالحر وأحوالٌ متعاكسه..

هنيئاً لك هذا الصبر الجبّار والإتساع الحنون.. ياعزيزي (الطريق)..
وشُكراً لأنك سمحت لنا أن تكون مهاداً يحتوينا ليلِ والنهار..