|

قانون وشرائع الملك حمورابي

الكاتب : الحدث 2021-08-25 03:29:54

بقلم عالم الآثار العراقي / زياد الدليمي

في القرون القديمة، ما قبل الميلاد، كان هناك ملك بابلي في بلاد الرافدين، العراق، استطاع توسيع حكم أجداده، وحكم طيلة 42 عاماً، وفي نهاية حكمه أصدر قانوناً عرف من حينها وحتى الآن باسمة: شريعة حمورابي. وتعتبرأحد أقدم القوانين المكتوبة في التاريخ، بل وأكثرها اكتمالاً.
تنحدر عائلة حمورابي الحاكمة بالأساس من قبائل العموريين. وهي قبائل بدوية، حيث حكم من عام 1792 وحتى 1750 قبل الميلاد، وفي السنة الثلاثين من حكمه، بدأ في توسيع مملكته جنوب وادي نهري دجلة والفرات، وأطاح بممالك آشور ولارسا وإشنونة وماري، حتى أصبحت كافة بلاد الرافدين تحت سيطرته المطلقة، وامتدّ حكمه ليصل حتّى سواحل البحر المتوسط في بلاد الشام.
جمع حمورابي بين تقدمه العسكري والسياسي معاً وبين مشاريع الري وبناء التحصينات والمعابد التي تحتفي بإله بابل الحامي: مردوخ. 
تخبرنا الألواح التي اكتشفت في المواقع الأثرية لمحاتٍ من شخصية هذا الملك وفنونه في الحكم.
وبعدما توسع حمورابي بدولته ليقضي على الممالك المجاورة ويستحوذ عليها واحدة تلو الأخرى، أنتج أحد أبرز واقدم القوانين في التاريخ البشري،
تضمّ قوانين حمورابي 282 قانوناً في كافة جوانب الحياة، السياسية والاجتماعية والعسكرية، بل وضعت معايير التفاعلات التجارية وفرضت الغرامات والعقوبات لتلبية متطلبات العدالة. ونقشت على مسلة كبيرة من حجر الديورانت الأسود، طولها 225 سم، وقطرها 60 سم. وصنفت إلى اثني عشر قسماً: 
القسم الأول: يتعلق بالقضاء والشهود.
القسم الثاني: يتعلق بالسرقة والنهب.
القسم الثالث: يتعلق بشؤون الجيش.
القسم الرابع: يتعلق بشؤون الحقول والبساتين والبيوت.
القسم الخامس: يتعلق بمخازن البيع بالجملة ودكاكين التجار والرهينة والتعامل مع صغار التجار.
القسم السادس: يتعلق بالمشروبات 
القسم السابع: يتعلق بالبيع.
القسم الثامن: يتعلق بشؤون المرأة والعائلة وحقوقها وعلاقة أفرادها فيما بينهم.
القسم التاسع: يتعلق بعقوبات التعويض وغرامات نقض الإتفاقيات والعقود والتعهدات.
القسم العاشر: يتعلق بالأسعار وأجور بناء البيوت والقوارب وأثمانها.
القسم الحادي عشر: يتعلق بأجور الحيوانات والأشخاص.
القسم الثاني عشر: يتعلق بتعيين حدود الرقيق وحقوقهم وواجباتهم.
أنهى حمورابي مواده القانونية بخاتمة طلب فيها تنفيذ قوانينه وان يحافظ عليها، وقد صيغت بالأسلوب نفسه الذي كتبت به المقدمة، حيث دعا فيها جميع آلهة البلاد بإفناء كل من لايعمل بهذه القوانين ومن يحاول طمسها ويخربها أو يضيف اسمه عليها وتنزل لعنتها بمن يشوه هذه النصوص أو يبدلها، كما يدعو خلفائه من بعده بألا يبدلوا القانون الذي وضعه