|

٠٠ براءة الطفولة ٠٠

الكاتب : الحدث 2021-08-21 11:27:58

 

ذات مساء وبينما كنت متواجد داخل إحدى الحدائق القريبة من البحر رمقتهم  من بعيد ٠٠

يجرون  تارة ويقفزون أخرى وأحياناً يراقبون بأعينهم تلك الأمواج الزرقاء وهي تعانق رمال ذلك الشاطئ في لحظة سعادة غامرة ٠٠

ماهي إلا دقائق معدودة حتى عرفت من أبيهم انها اول مرة يأتي بالأسرة كاملة لتلك الحديقة وذلك البحر للحظة من الوقت لغرض مراجعة إحدى الدوائر الحكومية وليس للتنزه ٠٠

قادني الفضول لكي اعرف المزيد عن الفرحة الغامرة على محيّاهم وتلك الابتسامة التي لا تكاد تفارق شفاتهم وهم يمرحون تحت ظِلال الأشجار الكبيرة داخل  الحديقة  ٠٠
 
رد الأب بنظرة فيها الكثير من البؤس وصوت خافت يدل على جرح عميق داخل صدره ٠٠

 منذ ولادتهم إلى اليوم لم تشاهد أعينهم الحدائق أو البحر  أو أي أماكن ترفيه إلا من خلال شاشة التلفاز نظراً لوضعنا المادي وحياتنا البدائية ٠٠
 
قلة ذات اليد وبعد المسافة وعدم وجود معرفة أحد هنا هما من قادني إلى هذا المكان وفضّلت البقاء به حتى انهي موضوعي الذي قدمت من أجله ٠٠

المكان جميل والظلال به وافرة والبحر بمحيطه وبراءة طفل يهلو وفرحة غامرة على محياه انستني كل بؤس وعناء  ٠٠

سعادتي اليوم فوق سعادة أطفالي التي لا توصف ٠٠

 اندمل ذلك الجرح الذي كنت احس به داخلي فالحمد والشكر لله الذي هيّأ الأسباب للوصول إلى هنا كي أشاهد براءة الطفولة وفرحتهم
 وهي تسمو فوق أوجاع الحياة وبؤسها ٠٠

٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠