|

أوَ .. يحزنون..!!

الكاتب : الحدث 2021-08-21 09:17:05

بقلم / حنان محمد الثويني

كلما إمتلأ قلب الإنسان بهموم الحياةإمتلأت لحظاته وأحواله بالإكتئاب والأحزان وتغيرت أحواله وحركاته وسكناته وتحدثت نبراته ونظراته بأسلوبها..

ذكر الله الحزن في عدة مواضع مُبيناً حجم الأسى الذي قد يعبث بقلب الإنسان 
وأنه قد يسلبه الأمل والسعاده ويُقيم مكانهما الفراغ والتيه ويزهد في دنياه عن كل أمر وحدث وتفاصيلٌ جميله.. 

لكن في بعض مجتمعاتنا الإسلاميه إذا باح أحدهم بأحزانه وإكتئابه وتأوه زافراً ليله وفاضت عيناه بالدموع ..ماذا يعتقدون وماذا يظنون؟!

إنه الإنسان المُذنب العاصي البعيد عن ربه..!!
أجل هكذا يقولون..

ونسوا أن الأنبياء أكثر عباد الله إيماناً وقُرباً منا وقد نالت منهم الأحزان والحسرات على أقوامهم ولم يشفع لهم قوة إيمانهم وطاعتهم وعبادتهم في إزاحة الأحمال الموجعه التي كانوا يعتصرون ألماً وحزناً لأجلها!!

تطرق الله إلى الأحزان في مواضع القرآن مُحبذاً إبعاد الأحزان عن قلوب النساء
في قوله ( كي لايحزنّ..كي لاتحزن)
وخاطب الله رسوله(يُحزنك قولهم)

وأيضاً وصف الأحزان التي هدمت النبي يعقوب بشكل فِعليّ حيث أصابه الوهن والعمى من كثرة ماذرف من الدموع
وقطعت الأهات الأليمة عقوداً من حياته وحياة إبنه يوسف..

الحزن والإكتئاب ليسا بمرض نفسي يتطلب التردد على الأطباء النفسانيون والنظر إلى صاحبه على أنه مختل عاطفي 
بل هما ردات فعل ترجمها القلب بالذبول والعزله وإسقاط الدموع وفقدان الرغبات الجميله والنأي عن ملذات الحياة حتى تُعاود الآمال زيارة القلب وتتجدد الأفراح..

وقد نجد أن البعض يمتلك كل وسائل السعاده من بيت وزوجه وأبناء ومال وصحه ويحصل على مايُريد في ظرف الثواني لكنه حزين،،وحزينٌ جداً..!!

إما لفقد عزيز أثر به أو لذكرى أليمه تزاوره كل فينه أو لشيء في قلبه لايتجرأ البوح به

لذا لزِم علينا أن لانستغرب من عزيزٌ في قومه غارق في أُمنياته المُتحققه وقد بكى 
في عزلته يُكبكب الدمع دون أن يراه أحد ..

وذكر الله في مواضع القرآن عيش الضيق والضنك الذي يختلف عن مشاعر الحزن 
إلا أن بعض المجتمعات الإسلاميه تخلط بين الضيق والأحزان وقال الله ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)
وقد فسرها بعض الصحابه بأنها للكافر وليس المسلم

حدثني محمد بن عمرو بن عليّ بن مقدم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عوف، عن الحسن، في قوله: ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) قال: في جهنم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) فقرأ حتى بلغ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ قال: هؤلاء أهل الكفر، قال: ومعيشة ضنكا في النار شوك من نار وزقوم وغسلين..

لكن للأسف بعض المجتمعات الإسلاميه لاتتدبر الآيات وتخلط بين المشاعروالأحاسيس وردات الفعل 
وتجدهم أول من يُسارع في تحطيم الحزين والمُكتئب والسخرية من آلامه ومُحاولة التخلي عنه والتملص من أوقاته ورميه بالذنب والمعصيه..!!

رجاء:
تدبروا القرآن