لماذا حُذِف الرقم سريعًا.. "جدل" حول عدد قتلى الجيش الروسي بأوكرانيا
نشر موقع إخباري روسي حصيلةً "هائلة" لقتلى الجيش الروسي في حرب أوكرانيا، قبل أن يسارع بحذف الرقم.
وذكر موقع صحيفة "التابلويد" الروسية "كومسومولسكايا برافدا" المؤيدة للحكومة الروسية، أن قرابة 10 آلاف جندي روسي قُتِلوا في الحرب المندلعة في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي.
ولم يمضِ وقت طويل حتى حذف الموقع الإخباري الروسي هذه الحصيلة، وقال في بيان أصدره لاحقًا إنه تعرض للاختراق.
وسرعان ما تلقفت وسائل الإعلام الغربية القصة، وسلطت الضوء عليها؛ وفق "سكاي نيوز عربية"، فنشرت صحف ومجلات ومواقع مثل "الجارديان"، و"فورين بوليسي" و"نيويورك بوست" و"ديلي ميل" تقارير عن هذا الحدث، وركّزت هذه المنصات الإعلامية على الفرق الهائل بين هذه الحصيلة والحصيلة الرسمية في روسيا.
وبحسب القصة الإخبارية المحذوفة، فقد قُتل 9861 جنديًّا روسيًّا، وأصيب أكثر من 16 ألفًا آخرون منذ إطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، كما تصفها موسكو.
وهذه الحصيلة أعلى بكثير من الحصيلة الرسمية، التي أعلنتها وزارة الدفاع الروسية في مطلع مارس الجاري، وتحدثت عن مقتل زهاء 500 جندي فقط في المعارك مع الأوكرانيين.
في المقابل، تقول كييف: إن عدد قتلى الجيش الروسي في أوكرانيا بلغ أكثر من 15 ألف جندي؛ بينما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلًا عن مصادر استخبارية، أن عدد قتلى الجيش الروسي بلغ 7 آلاف في الحد الأدنى خلال 20 يومًا. ويصعب التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل.
ونَشْرُ أخبارٍ في روسيا بشأن قتلى الجيش، أمرٌ يعاقِب عليه القانون، ويصل في بعض الأحيان إلى تهمة "الخيانة العظمى"، وتُحصر مهمة الإعلان عن هذا الرقم في وزارة الدفاع الروسية فقط.
ومنذ اندلاع الحرب لم تنشر روسيا سوى حصيلة واحدة عن أرقام خسائرها، وكذلك فعلت أوكرانيا، وركز الجانبان في الإعلانات العسكرية اليومية على الخسائر لدى الطرف الآخر، في إطار الحرب النفسية.
وينظر كل طرف إلى مسألة الخسائر في صفوفه بحساسية، فلا يركز عليها إعلاميًّا خشية تداعيات ذلك على الروح المعنوية للجنود والمواطنين.