|

أمريكا تستثمر في البنية التحتية الإفريقية .. وتؤكد: لن نفرض ديونا لا يمكن تحملها

الكاتب : الحدث 2021-11-21 08:37:10

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس: إن بلاده تستثمر في إفريقيا دون فرض مستويات لا يمكن تحملها من الديون، في الوقت الذي شهد فيه توقيع عقود تزيد قيمتها على مليار دولار في العاصمة السنغالية دكار.
وبحسب "رويترز"، توصف هذه الصفقات بين أربع شركات أمريكية والسنغال بأنها جزء من جهود بلاده لمساعدة إفريقيا على بناء البنية التحتية من خلال صفقات شفافة ومستدامة.
وحرصا منه على عدم توجيه نقد مباشر لمشاريع البنية التحتية الصينية، التي تزايدت في العقد الماضي قال بلينكن خلال زيارة لنيجيريا الجمعة: إن الصفقات الدولية غالبا ما تكون غامضة وإجبارية.
وقال خلال حفل التوقيع مع وزير الاقتصاد السنغالي أمادو هوت: إن الولايات المتحدة تقوم بالاستثمار "دون إثقال البلاد بديون لا تستطيع تحملها".
وأضاف أن الصفقات ستساعد على تحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل وتعزيز السلامة العامة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. وتعد السنغال المحطة الأخيرة في جولة بلينكن، التي زار خلالها أيضا كينيا ونيجيريا.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة ستسلك نهجا مختلفا في مساعدة إفريقيا لسد احتياجاتها في قطاع البنية التحتية.
وتحتاج القارة إلى مليارات الدولارات سنويا لتطوير الطرق والسكك الحديدية والسدود ومشاريع الطاقة.
وفي خطاب سياسي أمريكي لإفريقيا من العاصمة النيجيرية أبوجا، قال بلينكن: إن احتياجات البنية التحتية تعوق النمو وتغلق الباب أمام الفرص في مناطق كثيرة للغاية.
أضاف بلينكن "بتلبية هذه الاحتياجات، يصبح في الإمكان تحسين مستوى المعيشة، وتعزيز الاقتصاد، وحماية الكوكب في الوقت ذاته".
وقال: "في أحيان كثيرة، يشوب الغموض والاضطرار صفقات البنية التحتية الدولية. إنها تثقل كاهل البلدان بديون لا يمكن تحملها. إنها مدمرة للبيئة .. لا نفع فيها على الدوام لمن يعيشون هناك. (أما نحن) فسنفعل الأشياء بشكل مختلف".
وكانت إدارة بايدن موضع اتهام من جانب بعضهم بأنها غير مهتمة بإفريقيا، وهي شكوى متكررة في السياسة الخارجية الأمريكية، لكن أهميتها زادت في الوقت الحالي مع ترسيخ الصين لأقدامها في القارة سياسيا واقتصاديا.
ومن بين الأولويات الرئيسة لإدارة بايدن تنشيط التحالفات في جميع أنحاء العالم بعد انتهاج خط أحادي خلال أربعة أعوام أمضاها الرئيس السابق دونالد ترمب في السلطة.
وقبل بضعة أيام من عقد الصين قمة مع إفريقيا في السنغال، أعلن بلينكن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم استضافة قمة مع قادة القارة.
وفي كلمة ألقاها في مقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) في أبوجا عاصمة نيجيريا، الجمعة، لم يأت بلينكن على ذكر الصين بالاسم، لكنه قال: إن الأفارقة "يحذرون الشروط"، التي ترافق في غالب الأحيان الالتزامات الخارجية، بحسب "الفرنسية".
وأضاف "أود أن أكون واضحا: الولايات المتحدة لا تريد الحد من شراكاتكم مع دول أخرى".
وتابع "نريد تعزيز شراكاتنا أكثر، لا نريدكم أن تختاروا، نريد أن نعطيكم خيارات.. نهجنا سيكون مستداما وشفافا ومبنيا على القيم".
وذكر أن الاتفاقات مع دول أخرى حول البنى التحتية قد تكون "غامضة وقسرية وتغرق البلدان في ديون طائلة وتدمر البيئة ولا تفيد دائما الشعوب التي تعيش هناك". وأضاف في المقابل "نحن سنقوم بالأمور بشكل مختلف".
وأقر الدبلوماسي الأمريكي بريبة عديد من الدول الإفريقية.
وقال: "لم تعامل الدول الإفريقية أحيانا كثيرة كشركاء على قدم المساواة، بل كشركاء ثانويين أو حتى أسوأ من ذلك. إننا مدركون أيضا لكون عقود من الاستعمار والاستعباد والاستغلال تركت إرثا أليما لا يزال حيا إلى اليوم".
لكنه شدد على أن إدارة بايدن "على قناعة راسخة بأن الوقت حان للتوقف عن معاملة إفريقيا كملف جيوسياسي، وبدء معاملتها على أساس ما هي عليه اليوم، لاعب جيوسياسي كبير".
ويعقد بايدن في كانون الأول (ديسمبر) قمة للديمقراطيات عبر الإنترنت لإثبات تضامنه في وجه صعود القادة المتسلطين في العالم.
وقال بلينكن: إن "تراجع الديمقراطية ليست مشكلة إفريقيا حصرا، إنها مشكلة عالمية. بلادي نفسها تكافح مخاطر تهدد ديمقراطيتنا. والحلول لهذه التهديدات ستأتي من إفريقيا بقدر ما ستأتي من أي مكان آخر".
وأضاف "علينا أن نثبت كيف يمكن للديمقراطيات أن تلبي تطلعات المواطنين بسرعة وبفاعلية".
وتعد إدارة بايدن الصين من التحديات الكبرى، التي تواجهها الولايات المتحدة في القرن الـ21، على ضوء نموها السريع وتنامي حضورها على الساحة الدولية.
استثمرت الصين في الأعوام الأخيرة مبالغ طائلة في القارة الإفريقية، ولا سيما في البنى التحتية وفي المواد الأولية، خصوصا الذهب والخشب.
وكان وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما بدد الخميس المخاوف المتعلقة بالصين، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن أن القوة الآسيوية توفر "فرصة كبرى" لدولة بحاجة إلى بنى تحتية. وقال: "كنا سنتعامل مع أي طرف آخر يقدم لنا عرضا بفائدة تنافسية بالنسبة لنا".