|

من كافة بقاع الأرض: المسلمين يتلهفون لرؤية غرة هلال رمضان

الكاتب : الحدث 2025-02-27 11:30:19

الحدث - تقرير مشاري العصيمي

تترقب الأمة العربية والإسلامية غرة هلال شهر رمضان المبارك حيث يتسابق البعض إلى وضع الزينة الرمضانية وتعليقها على المنازل، وفي الأحياء وعلى شرفات وأزقة الشوارع والطرقات ؛ استعدادًا لهذا الشهر الفضيل، وذلك بابتهاج عامر وفرحة غامرة بهذه المناسبة العزيزة على قلوب المسلمين ، وتماشيًا مع ما تم ذكره تتهيأ المساجد لاستقبال المصلين في صلاة التراويح وأمانيهم معلقة بليلة خيرها يعادل ألف شهر.

وفي السياق ، من المنتظر أن تتناول المساجد في خطبتها الأخيرة من شهر شعبان يوم الغد 28 /8/ 1446 الموافق 27 /2/ 2025 فضائل شهر رمضان المبارك وقيامه وصيامه ، والأعمال الصالحة ، وبيان أهميته بصفته الركن الرابع من أركان الإسلام، وفي الإطار الحث عليها طلبًا لمرضاة الله-عز وجل- وذلك بما يولد الطمأنينة والاستقامة والحياة الهانئة.

ومن جانب آخر ، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية عن باقة من البرامج والمسلسلات الدرامية التي تقدمها القنوات السعودية في ‎رمضان لعام 1446هـ حيث يأتي ذلك ضمن محتوى نوعي يلبي تطلعات فئات المجتمع، وفي هذا السياق حزمة متنوعة واستثنائية تواكب معايير الإنتاج العالمي من البرامج والمسلسلات المميزة، وعليه تتسابق القنوات العربية على تقديم أفضل ما لديها من برامج وأعمال درامية لمواكبة التنافسية ، وجذب انتباه المشاهدين في هذا الشهر المبارك.

وتماشيًا مع ما ذكر الممثل السعودي القدير أ.راضي جمعة المهنا رائد الأعمال الدرامية السعودية والخليجية في مجال المسرح والإذاعة والتلفاز والسينما في حديث خص به صحيفة الحدث عرج به على الدراما الخليجية بين الحاضر والماضي استهله قائلاً: كل عام، وأنتم بخير بمطلع الشهر الفضيل أدامه الله علينا وعليكم باليمن والبركات، وبالنسبة للمسلسلات القديمة والجديدة بالطبع هنالك فارق بين الماضي والحاضر، ففي الماضي كان الجميع متألقًا ، وفي الوقت ذاته كانت الأعمال الدرامية صعبة بحد ذاته بحيث أننا جميعًا كنا نحفر في الصخر لأجل أن نوصل رسالتنا إلى قلوب المشاهدين؛ نظرًا لانعدام التقنية حينها.

أما حاضرًا ، فالتقنية خير محفز للإبداع ، فهي تؤدي دورًا هامًا في صنع المواهب والوصول بها إلى النجومية بكل يسر وسهولة، والآن كل شي متوفر وفي المتناول ،  فهنالك السوشيال ميديا ،والبرامج النوعية ، والتقنية المصاحبة التي تساعد الفنان الجديد على تحقيق مبتغاه والوصول إلى قلوب المشاهدين، أما ما يخص أعمالي فلدي فيلم سينمائي سيرى النور قريبًا بإذن الله تعالى في العاجل القريب، وأخيرًا ، أهنئ العالم العربي والإسلامي بشهر رمضان المبارك، وتقبل الله صالح أعمالكم، وكل عام و أنتم بخير".

ومن جانبه قال أ.خالد زيني الشهير بحكواتي الحجاز ابتدأه قائلاً: كل عام، وأنتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك ، والله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، يسرني كحكواتي الحجاز أن أتحدث عن أيام كذا كانوا، وكذا كنا أيامًا كانت ليال رمضان ليال جميلة لا يتخللها السهر حتى شروق الشمس، حيث كان أقصى حد للسهر بعد صلاة التراويح بين الساعة والساعتين، وبعدها نخلد للنوم وقد كان أفضل مكان للنوم، إذا كان صيفا المبيت في أسطح منازلنا المكشوفة في بيوت مكة المكرمة وجدة قديمًا ، أما إذا صادف رمضان فصل الشتاء، فيكون المبيت في المجالس وهكذا، وقد كان الناس يصحون على صوت المسحراتي الذي يهتف بأعلى صوته في عبارات فريدة (اصحى يا نايم قوم و وحد الدائم سحورك يا صايم اصحى وصحي أهل بيتك واذكروا الله)، حيث يدور في الأزقة والحواري حاملاً طبلته الصغيرة التي يتعالى صداها في الأجواء منبهة لوقت السحور في مكة المكرمة وجدة ولا وجود للمكيفات ، أو زحمة السيارات في ذلك الزمان أي ضجيج حيث إن العسة يدور طوال الليل في ليالي رمضان لبسط الأمن، وفي غير ليالي الشهر الفضيل بصافرته والمشعاب الذي يكون بيده".

وأردف "زيني" "الناس كانت تصحوا مبكرًا للذهاب إلى أعمالهم المتنوعة كل واحد ومهنته الخاصة به في أول النهار، ثم يرجعون إلى منازلهم في فترة العصرية والتجمع مع عائلاتهم للإفطار ، ولا وجود للإفطار الفردي حينئذ بل عائلة مترابطة متجمعة على مائدة وسفرة واحدة باستثناء المسافر والمحرم الذي يذهب لأداء العمرة، وعقب الإفطار يذهب الجميع لأداء صلاة المغرب في المساجد وهكذا".
 
وأضاف : عقب صلاة التراويح تكون جلسات البعض في المقاهي القديمة للترفيه عن النفس ولعب الضومنة، حتى يأتي موعد الحكواتي علمًا بأن ما أتحدث به كان قبل الإذاعة والتلفاز، فلا وجود للتسلية وقنوات التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي حيث كانت تسليتهم مقتصرة على سماع الحكواتي الذي يروي بطولات عنترة ، وأبو زيد ،والمهلهل ذذوألف ليلة وليلة ، ومجموعة من الحكايات المنقولة من الكتب التي تتداول، حيث يبدأ الجميع بالإنصات إليه بلهفة في كل ليلة من رمضان حتى نهاية الشهر الفضيل قديما".

وأبان "زيني" " أما في الوقت الحديث مع ظهور الإذاعة والتلفاز فقد اختفى دور الحكواتي ولياليه الاستثنائية في المقاهي الشعبية حيث بدأ يتلاشي دور الحكواتي رويدًا رويدًا حتى اندثر مع الأيام، وفي العقود الأخيرة بدأوا في إعادة دور الحكواتي في المهرجانات والفعاليات الرمضانية في مكة المكرمة وجدة التاريخية، وبصفتي حكواتي منذ خمسة عشر عاما وستة وأربعين سنة كصحفي أخذت حكاياتي منحنى التذكير بمن هم في سني بما عاشوه وتربوا عليه آبائنا وأجدادنا وربونا عليه من العادات والآداب والقيم القديمة في المنزل والحارة والمجتمع الذي عاشوا فيه من احترام وتقدير وتكافل اجتماعي بين أبناء الحارة الواحدة بقيادة عمدة الحارة الذي كان حينها المرجع الرئيسي للكبير والصغير، وأذكر الشباب كيف كان آباؤهم وكيف كنا وكيف كان أجدادنا وآداب الحارات القديمة ، وأهم ما يميز رمضان في مكة وجدة والمدينة وسائر المناطق حيث أن ليالي السهر التي أصبحت عادة حاليًا بأنها غريبة عن عادات أهل أول".

وألمح "زيني" "بأن البسطات وباعة الأطباق الشعبية بما في ذلك طبق الكبدة في مكة وجدة ليست عادة جديدة، بل كانت قديمة وإضافة إلى الشوربة والتقاطيع والبليلة والمنتو والفرموزة والبطاطا والكثير من الأكلات التي تحمل رائحة الأيام الخوالي والليالي الجميلة والزينة الرمضانية، وهذا أهم ما يميز رمضان في الحارات القديمة، فعندما يبدأ رمضان نسمي العشرة الأولى بعشرة الجزارين، ثم يتبعها عشرة القماشين ثم عشرة الخياطين فرمضان ثلاثة أعشار، وأهل أول عندما تنتهي العشرة الأولى، وتمضي يقولون إذا عشر بشر وذلك؛ نظرًا لقرب العيد والعمل على الاستعداد له".