|

٠"يوم التأسيس" قيم تجسد وحدة الوطن

الكاتب : الحدث 2025-02-20 01:10:23

تقرير - أكابر الاحمدي 

أعرب مثقفين عن أهمية يوم التأسيس  الذي يمثل بداية مسيرة الدولة السعودية، وتحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة بين أبنائها ، وتعزيز شعورهم بالفخر والاعتزاز بوطنهم .. فيما رصدت "الحدث" آراء المثقفين في هذا التقرير ..

ذاكرة تاريخية .. 

بدايةً تحدث عمر بن عبدالعزيز المحمود أستاذ الدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود قائلاً: تحتفل السعودية بذكرى وطنية كبيرة، وهي تأسيس الدولة السعودية التي نعيشها اليوم، تأسيس الأمس هو واقع اليوم، وتطلعنا للمستقبل.

ويتابع المحمود: إن تخصيص يوم (التأسيس) خطوة هيكلية لبناء الذاكرة التاريخية للنشء؛ للاطلاع على جذورهم كيف نشأت، بلا تزييف، ولا تطويع للمعلومة، بل المعرفة النقية من الشوائب والتلبيس والتغرير. إن ما نشاهده اليوم من رؤية الوطن الطموحة هي امتداد طبيعي جداً لتاريخ الدولة وحضاراتها، واستثمار طويل الأجل في الإنسان لينافس عالمياً، وانفتاح مسؤول يعبّر عن مجتمع متحضّر وعالمي، ويحمل ثقافة أصيلة من القيم والعادات والتقاليد، ويمارسها سلوكاً رفيعاً في حياته؛ لذلك يعي المواطن اليوم قبل غيره، خاصة أبناء هذا الجيل، أن دولتهم لم تتجاوز مبادئها التي قامت عليها، ولم تغيّر في هويتها التي تميّزت بها، وأيضاً مصفوفة قيمها التي التزمت بها، وبالتالي كل محاولات المرجفين والمغرضين والمأزومين؛ وجدت لها حائطاً كبيراً من الصد والتفتيت والتفنيد، وعزيمة في المضي إلى الأمام مع العالم الأول بعيداً عن الضجيج والتشكيك.

قفزات حضارية ..

من جهتة أكد الكاتب محمد سالم الغامدي  
قائلاً: مملكتنا الحبيبة تطوي عاماً كان متخماً بالمشاريع العملاقة ، وتتجاوز أعواماً أخرى كانت في سباق محموم فاق كل التقديرات التنموية من حيث التحول الذي عاشته في مختلف المناحي الحياتية ، حيث تعود بنا الذاكرة ثلاثة قرون في حياة الجزيرة العربية حين كانت تعيش مرحلة ظلامية وجهل مدقع وصراعات قبلية وطائفية لاتنتهي كما كانت تعيش رزوخاً لسلطات عثمانية كان همها جمع المال والثروة ، وكسب مساة إضافية من السلطة عندها وتحديداً يوم 22 فبراير من عام  1727م ، وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى بمعية الشيخ محمد بن عبدالوهاب حين استطاع أن يؤسس هذه الدولة في الدرعية كعاصمة لها ، ثم استمر حكمة تحت عاصفة من التدخلات الطامعة حتى استطاع أن يصل بامتدادها حتى الخليج شرقاً ، والبحر الأحمر غرباً ، واليمن وعمان جنوباً ، والعراق شمالاً بعد أن تتابع على حكمها الإمام محمد بن سعود ، ثم نجله عبدالعزيز ، ثم ابن عبدالعزيز سعود ، ثم عبدالله بن سعود وبعدها توقف حكمها بعد الغزو العثماني لكنها مالبثت أن عادت مرة أخرى عام 1834م حينما أعاد حكم الدولة السعودية الثانية ، ثم تلاه الإمام فيصل بن تركي ، ثم الإمام عبدالله بن فيصل ، ثم الإمام  عبدالرحمن بن فيصل والد المؤسس للدولة السعودية الثالثة حيث انتهى حكمها عام 1891م ، ثم جاء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ليؤسس الدولة الثالثة عام 1902م حيث استرد الرياض ، ثم تلاها باسترداد كامل المناطق تباعاً حتى عام 1932م حين أطلق عليها مسمى المملكة العربية السعودية.

ويضيف الغامدي: والمملكة تعيش اليوم تحت مظلتها من القفزات الحضارية المتباعدة والمتسارعة ضمن مكونات خطتها التنموية 2030 ، والتي استجلبت أنظار العالم أجمع إلى المملكة العربية السعودية وما تعيشه من تلك القفزات ، فعلى سبيل المثال لا الحصر في عام 2024 م وحدة فازت السعودية باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في العاصمة الرياض بعد تفوقها الكبير على أكبر الدول مثل روما الإيطالية وبوسان الكورية خلال الجولة الأولى من الاقتراع الذي شهده قصر المؤتمرات في مدينة إيسي ليه مولينو قرب العاصمة الفرنسية باريس.

أكثر إشراقًا ..

ووصف د. عادل خميس أستاذ النقد الحديث بجامعة الملك عبدالعزيز أهمية هذا اليوم قائلاً : يوم عظيم يبعث على البهجة، والطموح يشحذ هممنا هذا اليوم لنأمل ونعمل نأمل بغد أكثر إشراقاً، ونعمل على تحقيق هذا الأمل في مملكة سلمان وابنه الملهم محمد تعلمنا ثقافة الإنجاز، وتعلمنا أن لا وقت لنضيعه نحلم، ونعمل على تحقيق أحلامنا. هذه الهمة نتلمسها، ونستمدها من تضحيات المؤسس الذي بنى لنا وطناً نفاخر به، ومن أبنائه وأحفاده الكرام.


جذور راسخة ..

فيما شارك د.محمد بن أحمد الخضير كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلامية بالرياض قائلاً : يأتي اليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام ميلادي ليذكِّر بالعام 1139هـ/1727م، وهو عام مولد أمَّة ذات تراث عريق، وأسس حضارية وثقافية تليدة؛ إنَّه تاريخ تأسيس هذه البلاد المباركة الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ، فاليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير يؤكِّد على اعتزازنا بالجذور الراسخة لهذه الدولة العريقة، واعتزازنا كذلك بما أرسته منذ القدم من الوحدة والاستقرار والأمن والأمان، وبما تميَّزت به من الصمود والدفاع عن البلاد أمام الأعداء، وبما تميَّزت به من الارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم منذ ذلك التاريخ إلى يومنا الحاضر ولله الحمد والمنَّة، وقد كان من توالي منن الله تعالى على هذه الأرض الطاهرة أنَّ وحَّد شتاتها وأرسى دعائمها الوطنية الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله تعالى، تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وجاء من بعده أبناؤه البررة ليعززوا مسيرة البناء والوحدة.