خطر صامت يهدد العالم: ما حقيقة السلالة "K" من متحور إنفلونزا H3N2؟
تحدي صحي جديد: انتشار واسع للسلالة الفرعية "K" في ظل تزايد المخاوف الصحية العالمية، أطلقت منظمة الصحة العالمية صافرة الإنذار تجاه سلالة فرعية جديدة من فيروس الإنفلونزا (A) وتحديداً نمط H3N2، والتي عُرفت تقنياً بـ "السلالة K". ورغم أن الإنفلونزا تُصنف عادة كعدوى موسمية معتادة، إلا أن هذا المتحور تحديداً يثير القلق لقدرته الفائقة على التطور، وقد رُصد بالفعل في أكثر من 30 دولة، مما يضع الأنظمة الصحية أمام اختبار جديد لتعزيز الرصد والوقاية.
تهديدات تنفسية ومضاعفات حرجة سلط تقرير صادر عن موقع "Ergsy" البريطاني الضوء على الخطورة الكامنة في هذا الفيروس، مؤكداً أن الرئتين هما "الهدف الأول" للمتحور. فبدلاً من الأعراض البسيطة، قد يتطور الأمر سريعاً إلى التهاب رئوي حاد يتسبب في هبوط حاد بمستويات الأكسجين في الدم، مما قد يضطر المصابين للجوء إلى وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الاصطناعي. كما أشار التقرير إلى أن إضعاف الفيروس للمناعة يمهد الطريق لعدوى بكتيرية ثانوية فتاكة، مثل "المكورات الرئوية".
تأثيرات تمتد إلى القلب والجهاز العصبي لا تتوقف مخاطر H3N2 عند الجهاز التنفسي فحسب، بل تمتد لتشمل أصحاب الأمراض المزمنة؛ حيث يضع الفيروس ضغطاً هائلاً على عضلة القلب، مما قد يحفز النوبات القلبية أو اضطراب النبض. كما يؤدي إلى اختلال حاد في توازن السكر لدى المرضى. وفي حالات نادرة وأكثر خطورة، قد يهاجم الفيروس الجهاز العصبي مسبباً "التهاب الدماغ الفيروسي"، الذي يترافق مع فقدان الوعي أو التشوش الذهني.
خارطة الطريق للوقاية: اللقاح والوعي شدد خبراء الصحة العالمية على أن "التحصين الموسمي" يظل الدرع الأول لمواجهة هذه السلالة وتقليل حدة أعراضها. وتتركز التوصيات الحالية على ضرورة حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر (كبار السن، الحوامل، وذوي الأمراض المزمنة) من خلال:
-
الالتزام بالتطعيم السنوي كإجراء استباقي.
-
المحافظة على النظافة الشخصية والتهوية الجيدة للأماكن المغلقة.
-
المراجعة الطبية الفورية عند ظهور أولى علامات التعب لضمان التدخل المبكر.