اللغة العربية نبض الهوية وريادة المستقبل.
علي بن أحمد الزبيدي
في كل زاوية من هذا العالم، حين يطلّ اليوم العالمي للغة العربية، في الثامن عشر من ديسمبر تتردّد أصداء الفخر بلغةٍ حملت حضارةً وأضاءت دروب المعرفة لقرون طويلة.
إنها ليست مجرد حروف، بل روحٌ تسكن القلوب، وجسرٌ يصل الماضي بالمستقبل. وفي هذا المشهد العالمي، تقف المملكة العربية السعودية شامخة، حاملةً لواء العناية بهذه اللغة الخالدة، لتكون نموذجًا يحتذى في صناعة الأجيال وريادة الفكر.
فالمملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها، أدركت أنّ اللغة العربية ليست خيارًا، بل قدرٌ حضاري ورسالة عالمية، لذلك أطلقت مبادرات ومشاريع جعلت من العربية لغةً حاضرة في كل ميدان.
ويأتي مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ليكون شاهدًا حيًّا على هذا الاهتمام، إذ يعمل على تطوير المصطلحات، وإثراء المحتوى الرقمي، وتوسيع دائرة البحث العلمي.
ولأن الإبداع يبدأ من التعليم، جاء برنامج الإثراء اللغوي ليغرس في نفوس الطلاب حبّ العربية، عبر أنشطة ومسابقات تفتح أبواب الخيال وتطلق العنان للأفكار.
أمّا جائزة الملك سلمان للغة العربية، فهي تكريم عالمي لكل من أسهم في خدمة هذه اللغة، لتصبح العربية عنوانًا للتميز والابتكار.
إنّ اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتخاطب، إنّها لغة القرآن الكريم، لغة القيم التي تبني الإنسان وتشكّل وجدانه. حين يتقنها الجيل، يصبح قادرًا على التفكير العميق، والإبداع بلا حدود، والمنافسة في ميادين العلم والمعرفة.
ولذلك فإنّ رؤية السعودية 2030 جعلت من الاستثمار في اللغة العربية ركيزة لصناعة مجتمع معرفي، لأن الهويّة القويّة هي أساس الانفتاح الواعي على العالم.
وفي زمن العولمة، لم تكتفِ المملكة بحماية العربية داخل حدودها، بل حملتها إلى المحافل الدولية، عبر المؤتمرات والفعاليات، ودعم الأبحاث والترجمات، لتكون العربية جزءًا من الحوار العالمي في العلوم والثقافة.
إنّها رسالة واضحة للجميع أنّ العربية ليست لغة الماضي، بل لغة المستقبل، لغة الإبداع والابتكار، لغة تصنع المتميزين وتقود العالم.
همسة الختام
ستظل اللغة العربية نبضًا خالدًا، والمملكة العربية السعودية ستبقى الحارس الأمين لهذه الهوية، وصانعة الأجيال التي تكتب للعالم قصة ريادة جديدة، فكل حرف عربي هو شعلة نور، وكل مبادرة سعودية هي خطوة نحو مستقبل تتحدث فيه الإنسانية بلغة الجمال والفكر.