"التألّقُ ليس صدفة… إنّه ثمرةُ عزيمةٍ لا تنطفئ "
جبران بن عمر
في حياةٍ تتسارع فيها الخطى، وتزدحم فيها الأصوات، يبقى المتألّق ذلك الإنسان الذي يشقّ طريقه بثباتٍ وسط الضجيج، لا ينتظر حظًّا عابرًا، ولا يعلّق نجاحه على صدفةٍ قد تأتي أو لا تأتي. التألّق الحقيقي ليس برقًا يلمع ويخبو، بل هو نورٌ يولد من الداخل…من عزيمةٍ ترفض أن تنطفئ..
من يظنّ أن النجاح ضربة حظّ، يتجاهل الليالي الطويلة التي قضتها العقول العظيمة في التعثّر والنهوض، وفي المحاولة تلو المحاولة حتى صارت خطواتهم أقوى من كل سقوط. فالمتألّق لا يُهزم في أول الطريق، ولا يكتفي بأمنياتٍ معلّقة في الهواء؛ بل يصنع واقعه بعرقه، ويُهذّب نفسه بالصبر، ويعيد تشكيل أيامه بوعيٍ ورغبةٍ ملتهبة في التطوّر..
العزيمة التي لا تنطفئ ليست طاقةً لحظة، بل نمط حياة ، هي أن تتحمل المسؤولية كاملة، أن تواجه ضعفك بشجاعة، وأن تتعامل مع العقبات باعتبارها سلّمًا لا جدارًا ، هي أن تعرف أنّ حدودك هي التي تصنعها أنت، وأن سقفك الوحيد هو مقدارُ ما تحمله روحك من إصرار..
التألّق ليس منصبًا، ولا شهرة، ولا ثناء الناس…
التألّق الحقيقي هو أن تظل واقفًا حين يجلس الجميع، وأن تستمر في المحاولة حين ينطفئ أمل الآخرين، وأن تحوّل كل جرحٍ إلى خطوة، وكل دمعةٍ إلى يقظة، وكل عثرةٍ إلى طريق..
والتألّق لا يعني الكمال، بل يعني أن تبقى واقفًا حتى وإن هزمتك الظروف مؤقتًا ، أن تحافظ على نقاء نيتك، وعلى اتساع أملك، وعلى رغبتك الصادقة في أن تصبح أفضل نسخة من نفسك ، المتألّق ليس من يسبق الآخرين…بل من يسبق نفسه كل يوم خطوة..
وحين يشعّ ضوء عزيمتك، ستجد النجاح يقترب من تلقاء نفسه، والفرص تطرق بابك، والناس تلتفت إليك احترامًا، لا إعجابًا فقط. فالتألّق لا يُستعار، ولا يُمنح، بل يُنتزع انتزاعًا من بين أنقاض التعب والخذلان..
إنّها رسالة لكل قلبٍ متعب:
إن تعِدتَ نفسك ألّا تنطفئ… فلن يستطيع العالم كلّه أن يُطفئك .