البكري تحذّر من الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
في ورشة عمل بمعرض جدة للكتاب 2025
متابعات -الحدث
نظّم معرض جدة للكتاب 2025 ورشة عمل بعنوان "التكنولوجيا ومدخل جديد لصناعة المحتوى والكتابة"، قدّمتها الأستاذة غيداء البكري، بحضور عدد من زوار المعرض، وصنّاع المحتوى، والكتّاب، والمهتمين بالتحولات الرقمية في مجال الكتابة.
ولخّصت البكري واقع صناعة المحتوى في ظل التطور التقني المتسارع، مؤكدة أن الكتابة فعل إنساني في جوهرها، ولا يمكن اختزاله في أدوات تقنية، مشيرة إلى أن القارئ المعاصر يبحث عن نص يحمل قيمة معرفية حقيقية، ويُقدَّم بأسلوب يستبطن تجربة الكاتب ووعيه، لا مجرد محتوى مُعاد إنتاجه آليًا.
وتطرّقت إلى أدوات الكتابة الرقمية الحديثة، وفي مقدمتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، محذّرة من الاعتماد الكلي عليها، لما قد يترتب على ذلك من تكرار الأساليب، وفقدان الصوت الإنساني، واختلاق معلومات غير دقيقة، فضلًا عن إضعاف الخصوصية الإبداعية، وتحويل النصوص إلى قوالب متشابهة.
كما تناولت مفهوم "وكلاء" الذكاء الاصطناعي، موضحة أنها أنظمة برمجية ذكية تعمل بالنيابة عن المستخدم لإنجاز المهمات وتحقيق الأهداف، ولها خصائص مثل التخطيط، والذاكرة، والتعلّم، واتخاذ القرار بدرجات متفاوتة من الاستقلالية، مستعرضة أنواع "الوكلاء" ومجالات استخدامها، وما تتيحه من فرص، وما تفرضه من تحديات معرفية وأخلاقية.
واختتمت البكري الورشة بتأكيد أن التأثير الحقيقي في صناعة المحتوى لا يتحقق إلا عبر التوازن بين التقنية والوعي، والحرص على تقديم محتوى مرن وموثوق يحمل قيمة معرفية واضحة، مذكّرة بأهمية التحقق من المعلومات، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي على أنها وسائل مساعدة لا بدائل عن التفكير البشري والإبداع الشخصي.
ويأتي هذا النشاط ضمن البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ويقدّم باقة منوَّعة من الندوات وورش العمل والأمسيات الثقافية، ويستقبل زواره يوميًا من الساعة 12 ظهرًا حتى 12 ليلًا، إلا يوم الجمعة، إذ يبدأ الحضور فيه من الـ2 ظهرًا حتى منتصف الليل.