|

"ملتقى الدرعية"….هوية الواحات والألعاب الشعبية تتصدر المشهد والعتيبي ينتزع المركز الأول

الكاتب : الحدث 2025-12-12 05:11:59

الرياض - عهود الزهراني
عدسة - المهرة محمد 


في أمسية تراثية وثقافية مميزة، اختتمت فعاليات ملتقى الدرعية الدولي، الذي جمع بين أصالة الماضي ورؤية المستقبل.

حيث شهد البرنامج الأكاديمي جلسات حوارية ومحاضرات معمقة ناقشت محاور حيوية، أبرزها "استدامة الواحات والتنوع الأحيائي"، و"حماية نظام واحة بيئي"، بالإضافة إلى استعراض "أنظمة الري والمقاربات الجيو-أنثروبولوجية لاستمرار التراث"، ومناقشة "العمارة الطينية كنموذج مستدام". وقد سلط الملتقى الضوء على كيفية دمج هذه العناصر التراثية في المشهد المعاصر للحفاظ على الهوية الوطنية.

وفي ختام الملتقى، تم إعلان أسماء الفائزين بجوائز الملتقى، حيث جاءت النتائج كالتالي:
حقق الطالب فيصل العضيبي من جامعة القصيم المركز الأول، عن ملصقه العلمي: "واحات المذنب في وسط المملكة العربية السعودية"، فيما جاء في المركز الثاني الطالب عبدالله الطامي عن مشاركته حول "قرية الخبراء" (Al-Khubara Village)، وفي المركز الثالث جاءت الطالبة عبير الرشيدي عن بحثها: "البعد العمراني والجماليات المكانية في واحات نجد: الدرعية"، أما المركز الرابع فقد حققه فريق جامعة الأميرة نورة "رغد القحطاني، وسارة الفراج، ولمى الحربي، ولميا الحربي، و لجين الزيلعي" عن دراستهم "Heritage Through Play: Saudi Games".

وعلى هامش التكريم التميز، التقت "الحدث" بصاحب المركز الأول "فيصل العضيبي" حيث وجهنا له سؤالاً حول دراسته لواحات المذنب وعن العنصر الأكثر تأثيراً في تشكيل هوية تلك الواحات: هل هو العامل البيئي أم البشري؟
أوضح  "العضيبي" قائلاً: "أن هناك عدة عناصر، و من أهمها أن هناك عدة واحات تقع جميعها على نفس المستوى من سطح البحر. أما عن العامل الأهم، فهو مزيج متناغم بين العاملين البيئي والبشري معاً؛ فقد سكنت العوائل تلك الواحات وتوارثوها وحافظوا عليها لأكثر من 400 سنة، مما خلق نسيجاً فريداً".
وفي سياق متصل بالتراث اللامادي، وجهت "الحدث" سؤالاً للفائزات بالمركز الرابع من جامعة الأميرة نورة، وتحديداً للفائزة سارة الفراج، حول كيفية إسهام الألعاب الشعبية السعودية في حفظ اللغة والهوية، وما هي أبرز القيم التي رصدن انتقالها عبر الأجيال؟
أجابت الفراج بوضوح: "الألعاب الشعبية في السعودية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة فعّالة واستراتيجية لحفظ اللغة والهوية. فمن خلال هذه الألعاب، يتناقل الأطفال مفردات وتعابير محلية قديمة تظل حية في الذاكرة الشعبية، وتصلهم بانسيابية من الكبار إلى الصغار".
وأضافت الفراج: "كما أن الألعاب الجماعية تُرسّخ قيمنا الأصيلة مثل التعاون، والشجاعة، واحترام الدور، والالتزام بالوعد، وهي قيم تشكّل أساس الهوية الاجتماعية السعودية. وقد لاحظنا خلال بحثنا أن كثيراً من المفردات والأهازيج التراثية ما زالت تُحفظ وتُتناقل عبر اللعب الشعبي، مثل: (حدّى بدّى، عظيم سرى، الكعّابة، والدنّانة). وهذا يؤكد أن اللعبة هي وعاء حيّ يحفظ ذاكرة المجتمع اللغوية والثقافية".

واختتم الحفل الختامي للملتقى بأجواء احتفالية والتقاط الصور التذكارية للفائزين والحضور، توثيقاً لهذه الليلة التي احتفت بكنوز التراث السعودي ومستقبله.