|

صلاةُ النفاق بِلا أخلاقٍ او ضمير ..

الكاتب : الحدث 2025-03-22 01:01:03

بقلم  ــ حنان محمد الثويني
----------------------
في مجتمعاتنا العربية والإسلامية اعتدنا أن نشهد بالصلاح للرجل باعتياده وارتياده للمساجد ؛ وبذا يُمنح الثقة ، ويُزوّج المرأة ، ويوكل الأمانة ، ويُصدّقُ الشهادة، وغير ذلك من الأعمال الصالحة ، وإذا سألتهم بأي شيءٍ من أعماله وثقتم بضميره ، وصدّقتم بأنه غير منافق ؟! لقالوا : 
بـ صلاته ..! لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) ، ويستشهدون بحديث ضعيف وصفهُ أغلبي، و أيضاً ضعيفٌ عند أهل العلم؛ لأنه من رواية شخصٍ يُقال له : دراج أبو السمح، عن أبي الهيثم، وروايته ضعيفةٌ، وهو حديثٌ عند أهل العلم ليس بثابت ، وصار هذا الحديث تأكيد ومعيار مع أن أغلب حالات الواقع للمصلين الحكم فيها بصلاح الإنسان حكم خاطىء!
إذ أن الصلاة عبادةٌ في المسجد وهي صلة بين العبد وربه لكنها ليست معيارٌ حقيقي !
لكن الله  أخرجنا من هذه الحيرة التي نرى فيها بعض المصلين في المساجد لايتركون منكراً إلا وفعلوه ، وأخبرنا بمعيار أكثر مصداقية ودقه وهو ( الضمير) خارج المسجد . وقال في كتابه( إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ (22) ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ (23) وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ (24) لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ (25) وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ (26) وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ (28) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ (29) إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ (31) وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ (32) وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ (33) وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ ) .. ومن تعاملات الضمير التدقيق في سلوكيات المصلي خارج المسجد ومنها : الأمانة ، والأخلاق الحسنة ، واحترامه وحنانه ورِفقِهِ بالمرأة والطفل ، والخادمة والعامل والمسكين ، والمشرد والدابة المريضة والجائعة ، وبث الودّ والرحمة والسلام في مجتمعه ، أما والله إذا كان غير ذلك فإن صلاته لم تنهى ضميره عن ارتكاب الفحشاء والمنكر ، فهي والعياذ بالله صلاة مُنافق .