بقلم : شفاء الوهاس
----------------------

 كان يوم التأسيس في مدرستي من أجمل الأيام بالنسبة للموظفات والطالبات ، فيه كان الجميع مبتهجًا. وأتاح للطالبات من قبل الإدارة في ذلك اليوم ارتداء الأزياء التراثية والمشاركة في أحضار المأكولات الشعبية والرقصات والاستعراض من قبل الطالبات والمشاركات مع زميلاتهم فرحة التأسيس ، أشعرتهم بالوحدة ، وأنهم جميعًا ينتمون لوطن واحد وعلى قلب واحد. ولم يكن الاحتفال خاصًا بشخص معين كالاحتفال بتقاعد معلمة ، أو الاحتفال بفوز فصل معين في مستوى الانضباط ، أو فوز مجموعة طالبات بادروا بالتطوع أو المشاركة في برنامج معين، بل كان احتفالًا للجميع فرحة وطن بأكمله ، هذا الشعور من أجمل مشاعر الحب والانتماء ، والمشاركة فيه كانت من أنبل الأعمال التي أسعدت الجميع ، توحد الزي التراثي بين الطالبة والمعلمة ، وظهرت مشاعر حب الوطن في عيون الجميع. أسعدتهم ذكريات توحيد الوطن، وتاريخ الأجداد. فكان يوم مميز لهم من الموظفة إلى الطالبة، وتوزعت الهدايا التذكارية التي تحمل تاريخ تأسيس دولتنا ٢٢ فبراير ، لم يقتصر يوم التأسيس في المدارس على الحفلات والرقصات والأزياء التراثية فقط ، بل إلى نشرات وفيديوهات تعليمية ووثائقية تشرح للطالبات عن يوم التأسيس وعن كل مرحلة من مراحل توحيد الدولة السعودية ، حيث مرت الدولة السعودية منذ بداية تأسيسها قبل ثلاثة قرون بعدة مراحل وحقب تاريخية لا تزال محفورة في التاريخ العريق للدولة السعودية ، وسوف يظل أبناء وبنات السعودية يستذكرون ذلك التاريخ ويظل محفورًا في ذاكرتهم، وتعزز احتفالاتهم بيوم التأسيس انتماءهم لوطنهم وفخرهم بتاريخ دولتهم وملوكها الذين تعاقبوا في الحكم بشرع الله، وحماية مقدساتها. فكان يوم مميز في كل مدارس المملكة من حيث التعريف بتاريخ دولتهم، وحضارتها، على مر السنين وترسيخ الوطنية في نفوسهم.