|

سليمان مسعود : الرواية عصيّة، وليست بالعمل السهل، إن لم تكن ذا ذهن حاضر وفكر متقد، فإن شخصياتك ستتمرد، وتختلط الأزمان بالأكوان،

الكاتب : الحدث 2023-05-04 03:03:38

 

 الاسم : نوره محمد بابعير

 

 

سليمان عواض مسعود كاتب سعودي لدية عدة مؤلفات ، منشغلًا في نشر الثقافة وَ اتساعها الأدبي ،

صقل الكتابةَ بين النصوص و الرواية ، وكيل أدبي ، تميّز بالكتابة الإبداعية و السرد العميق قال

فيَ أحدى نصوصه " لسنا نكبر وحدنا ، حتى الأشياء حولنا تكبر معنا " ونحن نكبر بمعرفته أكثر

 من خلال هذا الحوار .

 

 

 

الكتابةَ نقطة تحول في حياة الكاتب ، تحدث عن بدايتك كيف وعن تأثيرها في تغييرك ؟

 

 في صغري كتبتُ على الطين، لا أذكر ماذا كتبت، ما أتذكره أنني كنتُ سعيدًا بأنني سأمسح تلك الكتابة

فورًا قبل أن يقرأها أحد. الخوف عدو الكتابة، لأننا عندما نكتب؛ ينكشف معها جزءً منّا، وهذا ما نخشاه ويقتل

 معه جزء كبير من إبداعنا. البدايات محرجة ومقلقة عندما لا تجد الدعم الكافي والتشجيع للتعبير عن حقك

 في الكتابة كأي موهبة أخرى. ويعود سبب ذلك كونه من السهل على الآخرين إسقاط تلك التعابير

 والخيالات على أنها حقيقة وتجارب شخصية للكاتب نفسه، لذلك ننأى بأنفسنا، لأنه من الصعب إقناع

الذين حولك أنك أصبحت فجأةً نابغة وأحمد شوقي زمانك.

 

المحاولة الأولى لها لذة مختلفة ، تحدث عن مؤلفاتك كيف يكتب سليمان مسعود وعلى ماذا يعتمد

في أساليب  الكتابة ؟

 

 المحاولة الأولى مليئة بالهفوات، الكتابة شيء ونشرها شيء آخر، لم يكن من السهل طرح مجموعة

 من الأفكار على الملأ، أن تحاول إيجاد موضع قدم في ساحة الأدب، يحتاج إلى جرأة كبيرة وإقدام دون

أن تأبه بالنتائج.

 

في الحقيقة أن ما أكتبه غير ما أنشره! بمعنى؛ لا أقتبس من كتاباتي المنشورة سلفًا من أجل صنع ونشر

 كتاب جديد، بل إني إذا عزمتُ على نشر مؤلَفًا جديدًا فإني ابدأ كتابته من الصفر.

وذلك لأني انتهج طريقين اثنين في مؤلفَاتي وهما: التصوير والإمتاع.

 

 التصوير وهو أن يرى القارئ صورته فيما يقرأ وكأنما نسخته من هيئته الإنسانية إلى أحرفٍ وجُمل، فيظل

يتتبع أجزاءً منه في الكتاب ليرى ما يعكس أفراحه وأوجاعه ومشاعره، ثم ينتهي بقناعة أن هذا الكتاب يمثله

 أو على الأقل جزء منه.

 

وأما الإمتاع؛ فهو أن يستطعم ويستلذ بما يقرأ، وكأنما يتناول وجبته المفضلة، أن يرى الغريب من الصور

 والوصف والمعاني، فيستطرد في القراءة كمن هو في رحلةٍ صيدٍ باحثًا عن سطرٍ سمين أو معنىً ثمين

 أو فكرةٍ رشيقةٍ كغزالٍ يرتعُ من سطرٍ إلى سطر.

 

تم تكريمك من قبل وزارة الثقافة ، تحدث عن تلك اللحظة ودعم وزارة الثقافة في الحراك الثقافي ؟

 

الحديث عن دعم الوزارة للثقافةِ يطول. الثقافةُ بعد الثقافةِ ليستْ كما قبلها ذلك باختصار وأما ما تشرفتُ به

 من تكريم، فهو فيضٌ من غيض مما كرمتْ به الوزارة للعديد من رواد الثقافةِ والمثقفين، وهي من

اللحظات التي لا أنساها في مسيرتي الثقافية.

 

 

الكتابة بين الاجتهاد و الإلهام تصنع من الكاتب إبداعه ، ماذا يحتاج الكاتب ليصل إلى مرحلة

الكتابة الإبداعية ؟

 

 الكتابة موهبة حالها كحال المواهب الأخرى، تبدأ بالاكتشاف.. لكنها تظل في مستوى واحد لا يتغير

 ولا يتطور إلا بصقلها والعناية بها، عن طريق الممارسة والقراءة والاطلاع وتقبل الآراء والنقد. وذلك

يتطلب منا أن تكون الكتابة أسلوب حياة ورفيق خلوة وباعث للتأمل والتفكر، حتى نستطيع عن طريق

الكتابة شرح وتفسير الحياة بمنظور أدبي غير مستهلك.

 

الرواية تبرز الفكر الإبداعي لمخيلة الكاتب ، تحدث عن سليمان مسعود في الرواية ، وأيهما أقرب

 لك من مؤلفاتك ولماذا ؟

 

 الرواية عصيّة، وليست بالعمل السهل، إن لم تكن ذا ذهن حاضر وفكر متقد، فإن شخصياتك ستتمرد

، وتختلط الأزمان بالأكوان، البصيرة أجدها من أهم الصفات التي يجب أن تكون لدى الكاتب،

فالرواية غالبًا هي خليط بين الواقع والخيال بل هي كون جديد يخلقه الكاتب، فكيف يتمكن من ذلك

 كله إذًا لم يمتلك البصيرة.

 

أقرب أعمالي وصديقي هو كتاب "اذكريني عند ربك" كونه من جنس أدب الرسائل، حيث كتبت

 بلسان الرجل تارة وبلسان المرأة تارةً أخرى، فملأت صدري بمشاعرهما الاثنين، حتى كأني

 أصبحتُ أشعر بأفراحهما وأحزانهما وأخاف من خوفهما. سما وظل بطلا ذلك الكتاب، وأعترف

 أني أحبهما الاثنين.

 

 

بين المؤلف وبين وكيل أدبي ، تحدث عن الفرق بين مسؤوليتك كمؤلف وعن إضافة "وكيل أدبي

 " مَن زاوية أخرى في المجال الثقافي ؟

 

 شتان بينهما، فالمؤلف يحمل همّ عمله وحسب، كيف سيتقبله القراء وما هو النقد الذي سيواجه

 وكيف ستكون مبيعاته وما إلى ذلك.

أما الوكيل الأدبي فهو دار نشرٍ مصغّرة، وحلقة الوصل بين المؤلف والناشر ويحمل جزءًا من أعباء

 الاثنين، وهو إضافة مهمة للمجال الثقافي، إلا أنه سيحتاج المزيد من الوقت والجهد لإثبات نفسه.

 

 

بين ضجة التأليف والكتب وبين قلّة لقاءاتك الحوارية في الإعلام ، أين سيلمان مسعود عن الظهور

 الإعلامي ؟

 

كوني كاتبًا وناشرًا أعتقد أن ذلك من أسباب قلة ظهوري الاعلامي نظرًا لما يتطلبه هذا النوع من

 الأعمال الكثير من العزلة والتركيز والانشغال، كما أن الأضواء كثيرًا ما تكون خافتة لذلك إما

أنك لن تقول كل شيء كان عليك قوله، أو لن تقوله بشكله الصحيح، ولكنني منفتحاً على

العودة للظهور متى سنحت الفرصة لذلك.