الكاتب يحيى خان وجدت أن الروايات لها نصيب الأسد في الاقبال والشراء.
بقلم : نوره محمد بابعير
يحيى أحمد خان، مهندس وروائي، جمع ما بين المعرفة الهندسية العملية والشغف الثقافي الروائي، فكان الإبداع في قلمه. تميز باسلوبه الخاص في الكتابة، والمعتمد على التشويق، وإثارة التساؤلات، والغموض منذ الصفحات الأولى. لديه عدة مؤلفات ما بين الروايات والقصص القصيرة. روايته (الغرفه رقم ٨) كانت باكورة الإصدارات عام ٢٠٠٨م، وحصدت استحسانآ وإقبالآ كبيرين من القراء. يعمل جاهدآ على نشر ثقافة القراءة في الجيل الجديد، ومساعدة من يرغب منهم في خوض تجربة الكتابة. تمت استضافته في بعض اللقاءات التلفزيونية والمحاورات الصحفية خلال مشواره الروائي. ومن خلال هذا الحوار سنتعرف أكثر على شخصية يحيى خان وتجربته.
سيرة الرواية مع الكاتب …
الكتابة حديث آخر، كيف كانت بدايتك في مجال الكتابة؟، ولماذا أخترت الرواية تحديدآ؟ هل كان هناك دافع أثر عليك في الكتابة؟
رحلتي مع الكتابة بدأت منذ المرحلة الابتدائية، وتحديدآ مع تسجيل اليوميات، ففي نهاية كل يوم، كنت افتح دفترآ خاصآ وأسجل فيه أهم الأحداث التي عشتها في ذاك اليوم. ومع الوقت قررت تجربة كتابة القصص القصيرة، وكذلك الخواطر والمشاعروالنثرية. وفي نهاية المرحلة الثانوية خضت تجربة كتابة رواية كاملة طويلة لاول مرة لكنها كانت متواصعة ولم تصل للمستوى المناسب للطباعة والنشر. لكني حافظت على حلمي في النشر حتى حصل ذلك في عام ٢٠٠٨م مع رواية الغرفة ٨
اختياري للتركيز على الروايات فيما بعد مبعثه استمتاعي بقراءة هذا النوع من الكتابة الأدبية تحديدآ، واستمتاعي بكتابة الروايات أكثر من أي شيء آخر.
الدافع للكتابة يمكن تلخيصه بامرين: الأول هو استمتاعي بالكتابة ذاتها، والثاني رغبتي في تقديم متعة القراءة للآخرين
نقطة التغيرهي مرحلة جديدة لعقلك ولافعالك، فماهي نقطة تغير الكاتب يحيى خان بين الكتابة وحياته اليومية ؟
هو موقف عائلي صعب تعرضت له في طفولتي بسبب كلمة قلتها عفويآ تم فهمها بطريقة مختلفة عن مقصدها وتسببت في مشكلة كبيرة. ومن بعدها اصبحت قليل الكلام كثير الكتابة، فالكتابة تعطيني الفرصة للتفكير واعادة التفكير بكل كلمة قبل تقديمها للناس.
المحاولة تقتل الفشل ، كيف كانت محاولاتك في الكتابة وكيف يكتب يحيى خان ؟
محاولات الكتابة متعددة كما ذكرت. فمن كتابة اليوميات الى الخواطر والقصص القصيرة، وبعدهم كتابة الرواية الطويلة. كما كانت لي محاولات بسيطة في كتابة الشعر خلال فترة الجامعة.
وعن طقوس كتابتي فليس لدي طقوس محددة. انا اكتب في كل وقت وفي أي مكان، طالما جهاز الكمبيوتر المحمول بين يدي والافكار جاهزة داخل رأسي.
بين كتابة الرواية وبين مهنة العمل هناك إختلاف يجتمعان في شغف واحد ، هل عملك كمهندس كان له دور في مجال الكتابة ؟
ليست الهندسة تحديدآ، وانما خبرتي في الحياة العملية وفهمي للعديد من المفاهيم المتنوعة. مثال ذلك اساسيات إدارة الجودة الشاملة والتي كانت الأساس لبنائي نظريتي الخاصة عن "مثلث نجاح الكتاب"، والتي شكلت شخصيتي في التعامل مع دار النشر ومع القراء خلال السنوات.
بين الرواية و القصة كان يحيى خان يتميز بالكتابة الإبداعية. لك رواية اسمها " الغرفة رقم 8 " أكيد كان خلف هذه الرواية عدة مواقف و أحداث ما زالت لها ميزة خاصة لك ، تحدث عن مواقفك مع رقم 8 واختيارك لها بشكل دائم ؟ كيف بدأت هذه الرواية ؟
ارتباطي بالرقم ٨ ارتباط غريب وغير مفسر وقديم منذ طفولتي. وقد شرحت الكثير من مصادفاتي مع الرقم في أحد فيديوهات قناتي على يوتيوب. أما بشأن رواية الغرفة رقم ٨ فقد ارتبط عنوانها برقم غرفتي الحقيقية بسكن الطلاب في الجامعة. والكثير من الاحداث والظواهر التي عايشناها قمت بتخليدها في الرواية.
التجربة مهمة الكتابة الإبداعية …
كيف كان شغفك في كتابة أول رواية ؟ وهل لديك إلهام يساهم في غزارة كتابتك للروايات ؟
الحقيقة أنني خلال كتابة أول رواية (الغرفة رقم ٨) بهدف النشر، كنت متوترآ ومترددآ لأنني سأكون في اختبار مباشر ولأول مرة مع ذائقة القراء في الساحة الثقافية العربية بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة. لم أكن متأكدآ من الكيفية التي سيستقبلون بها فكرة الرعب الواقعي والتي لم تكن دارجة في ذاك الزمن. لكن الحمد لله بعد صدور الرواية استقبلت الكثير من انطباعات الإعجاب بها والمطالبة بالمزيد.
بالنسبة للإلهام خلال الكتابة فهو نابع من مواقف الحياة التي اتعرض لها أو اسمع عنها. ولهذا جميع اصداراتي تقريبآ مبنية على بعض الأحداث الواقعية.
على ماذا تعتمد قوة الرواية؟ على التخييل الذاتي أو على الأحداث الواقعية؟ وهل لها تأثير عليك ؟
بصفة عامة، الروايات إما أن تكون خيالية، أو مبنية على واقع، أو روايات سرد حقيقي بالكامل. كل نوع يحمل من القوة والمتعة ما يكفي لإرضاء ذائقة المجموعة من القراء الذين يفضلون ذاك النوع. وبالنسبة لي فإني أفضل النوعين الأخيرين في القراءة. وهذا قد انعكس أيضآ على كتاباتي فأصبحت جميع إصداراتي تقريبآ مبنية على أحداث حقيقية كان لها تأثيرات متنوعة على شخصيتي ومشاعري خلال السنوات.
لديك عدة مؤلفات ، تحدث عن مؤلفاتك ؟ هل الرواية تطلب التسلسل أم أن أسلوب الكاتب هو من يتسِع في تسلسلها ؟
يمكن تقسيم أصداراتي الثمانية على النحو التالي:
سلسلة الرعب الواقعي للمنازل المسكونة – الغرفة رقم ٨ / المنزل ٨٨٨ / نريد عينيك / إيكارا
الدراما البوليسية – بين جدران الكهف
الأكشن وشد الأعصاب – ثلاثة ٣
مجموعة قصصية بأفكار متنوعة – عندما هجم الظلام
يوميات عائلية بسرد حقيقي – طفل سعودي في باريس
كتابة السلاسل الروائية تعتمد على طبيعة الفكرة المطروحة فيها، وإمكانية تشعبها وتطويلها لتغطي عدة أجزاء، ومدى إقبال القراء وحماسهم معها.
الإنجاز في الرواية …
الرواية من الكتابات العميقة ، تبرز جمالياتها من أسلوب الكاتب فيها ، كيف ينهي يحيى خان طريقة الكتابة في رواياته ؟
شخصيآ أفضل تقديم نهايات شبه مفتوحة في رواياتي. بمعنى أن معظم الأحداث والرسائل المدمجة التي أرغب في تقديمها تكون مكتملة بوصول القراء للصفحات الأخيرة. في حين أتعمد ترك القليل من الأمور غير مكتملة ليضع لها كل قارئ النهاية والنظرة المستقبلية التي يفضلها. وفي رأيي أن هذا يعمق الربط بينه وبين الرواية عبر وضع اللمسة الشخصية في نهايتها.
لك أحاديث عن القراءة ، و عن حديث المؤلفات ، ماذا أضافت القراءة ليحيى خان ؟ وكيف يعرف القارئ ، بأن قراءته مفعله بالشكل الصحيح ؟
القراءة هي عشقي وشغفي من الطفولة. هي الهواية الأساسية والمفضلة لي حتى اليوم بحمد الله. وهذه الرحلة الطويلة من القراءة جعلت مني شخصآ قادرآ على كتابة الروايات بطريقة جذابة ومتماسكة، وناصحآ للمؤلفين المستجدين، ومستشعرآ للأخطاء اللغوية والتعبيرية خلال قراءة أي رواية.
دائمًا تقدم النصائح للمبتدئين في مجال الكتابة عامةً و الرواية خاصة ، ماهي أهم خطوة للكاتب المبتدأ في كتابة الرواية ؟
بتوفيق من الله، أعمل دائمآ على ترك بصمات نافعة في الساحة الثقافية. ومثال ذلك تقديم نصائحي من واقع خبرتي الطويلة في القراءة والكتابة للمؤلفين المستجدين الذين قرروا خوض التجربة لطباعة ونشر اعمالهم. وأقدمها لهم عبر حساباتي المتنوعة في التواصل الاجتماعي مع التركيز على قناتي في يوتيوب.
وفي أحد الفيديوهات على قناتي قدمت ٦ نصائح للمؤلفين قبل كتابة أي رواية، سأذكر منها: بذل الجهد الكافي للتعمق والفهم لموضوع الرواية قبل كتابتها، معرفة انماط الشخصيات في علم النفس، تقوية اللغة العربية، وغيرها من النصائح.
للثقافة تنوع ، كل مجال له تأثيره في صورة الأدب ، تحدث عن دور الرواية في الثقافة الأدبية؟
حسب متابعتي لحركة الكتب في المعارض والمكتبات ومواقع التواصل، وجدت أن الروايات لها نصيب الأسد في الاقبال والشراء. ولهذا، فإنها تلعب دورآ كبيرآ في التأثير على الجيل الجديد من القراء من حيث تقديم بعض المعلومات، المشاعر، الأفكار، وطبعا متعة القراءة.
