|

"الطويهري" الشاعر درغوثي عنوان مرؤبك يخاطب قرائه .... من المريخ 

الكاتب : الحدث 2022-01-06 11:57:10

حوار – هدى الخطيب 

يسعدنا في "صحيفة الحدث" أن تستضيف شخصية ثقافية مميزة لها الكثير من النشاطات والأعمال الأدبية والثقافية بالجمهورية التونسية من خلال هذا الحوار .                                                                                           
جلال الطويهري   
نبذه مختصرة من فضلك ؟
هو جلال بن المولدي الطويهري  كاتب وشاعر وقاص تونسي ناشط حقوقي الرئيس المؤسس للمنظمة الدولية مجلس الشباب التونسي ورئيس المنتدى الدولي للسلام والدفاع عن حقوق الانسان مؤسس المنتدى الدولي لنبذ العنف والتطرف وفض النزاعات الدولية بالطرق السلمية قمت بدور الصحافة الاستقصائية ورفعت العديد من الملفات في شبهات الفساد بالمحاكم التونسية  متحصل على شهادة السفير الدولي وشهادة المستشار الدولي من الاتحاد الدولي للصحافة العربية الشعر بالنسبة لي هو بوح وتعبير عن مكنونات .. وعن مشاعر وأحاسيس ، وعن صياغة فكرية بصورة فنية وجمالية ، بدأت القراءة منذ كنت في المرحلة الابتدائية ، وقد لفت كتاباتي انتباه المدرسين علموني ، فأثنوا عليها وشجعوني لأشترك في المسابقات التي كانت تخصص للكتابة الإبداعية الإبداعية من مجلة قبل مجلة للصغار ، وذكاء السنة السادسة ابتدائي فزت بكتابة نص " المغرورة ".    لي أول قصيدة ، سأهيئ الحقائب .. للسفر "لما قرأتها لأصدقائي ولأفراد العائلة نالت الاستحسان وبالأخص والدي أعطيت الكتابة حقها (أني كنت أكتب بين الحين والآخر) وذلك لأني وضعت كل طاقاتي ووقتي في الدراسة ، ثم في عملي ، تطلب الأمر في الحال ، من الكثير من دراستي ، أحب القراءة لأبي القاسم الشابي ، محمود المسعدي ، علي الدعاجي ، بالطبع قرأت لغيرهما من أدباء عرب وعالميين ، مثل الطيب صالح ، نجيب ، طه حسين ، توفيق الحكيم ، جبران خليل جبران ، يوسف إدريس ، تولستوي ، بيرل باك وألبير كامو ، ماركيز وغيرهم بالنسبة للشعر ، فكنت أحب أن أقرأ لنزار قباني ومحمود درويش والشعر الجاهلي.وهذا كتابي الثاني أما الأول فكان أسمه (غريق) تحدثت عنه الصحف العربية والغربية وكان لي نصيب من ناقد ادبي ان يتحدث عن كتابي انه الدكتور

ابراهيم درغوثي
-    هذا العنوان المربك "أخاطبكم من المريخ" الذي يدعو إلى التساؤل عن العلاقة التي تربط المريخ بالشعر، تربك القارئ ولا تترك له مجالا للراحة قبل أن يفكك الرموز الكامنة فيه ويستطلع دلالاتها ويستقرئ معانيها وما يرمز إليه الشاعر من خلال مخاطبة قرائه من المريخ ؟
كلنا يعرف أن الشاعر"نبي مجهول"مسكون بهواجس وأحاسيس يريد أن يوصلها إلى قومه لعله يصنع لهم حياة جميلة. ولكن القليل القليل منهم يستجيب لنداءاته. فكأنه يخاطبهم من وراء المريخ!! 
هذا الشاعر الذي يصف لشعبة كيف يضحي الإنسان بسعادته من أجل الآخرين ... من أجل الوطن دون أن يجد صدى لتضحياته بينما ينعم ذوو الجهالة في الراحة والهناء؟ تلك واحدة من مرارات الشاعر التي تشعل النيران في قلبه وفي عقله أيضا فيسعى إلى التنفيس عنها من خلال البوح بها إلى قصائده لعله يداوي جراحه بنفاثات صدره وهو يستحضر ما قاله أبو القاسم الشابي : 
" شعري نفاثة صدري * إن جاش فيه شعوري * لولاه ما انجاب عني * غيم الحياة الخطير".
هو ذا شاعر " أخاطبكم من المريخ " الأستاذ جلال الطويهري الذي يريد لصوته أن يصل من هناك من الأقاصي لعله يوقظ النائمين ويعيد لهم الحياة الجميلة التي ما عرفوا كيف يحافظون عليها كالرجال.
ورغم الأحزان التي تنتاب الشاعر في كل آن وحين مما يعانيه وطنه الجريح فإنه يجد منفذا من خلال القصيدة إلى  جنان السعادة حيث المرأة التي تداوي جراحه وتكون بلسما لجنون الحب المباح. فهي من علمه كيف يتقن لغة القلب حتى أدمن حبها وما عاد في مقدوره أن يرى الشمس إلا من خلال عينيها. وهي التي حولته إلى روح تتحد بروحه حتى صارا روحان قد حلا في بدن واحد. 
كيف لا وهو يتمنى عليها أن تتحول إلى ساحرة قادرة على تحويل المستحيل إلى ممكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الزمن العصيب :
"...ولتزرعيني قمرا
لِلَيالي كحلك ...
و لتكوني صخبا ...
يغتال سكوني ...
و يثير جنوني ..."

في هذا الديوان، لم يكتف الشاعر برثاء وطنه الصغير، بل تعداه إلى الوطن الكبير من القدس إلى العراق واليمن حيث يظلم ذوو القربى بعضهم بعضا وهم يتناهشون بالأظافر والأنياب كأن حروب داحس والغبراء مازالت قائمة بينهم وكأن بينهم ثأرا قديما لم تكفه كل الدماء التي سالت على الأرض العربية على مدى القرون مما يحز في قلب الشاعر ويزيد في همومه. 
ورغم كل ذلك يحتفل الديوان بمظاهر الفرح في الحياة والطبيعة التي تحولت إلى حالات تتعايش مع روح الشاعر لعلها تعيد إليه بعضا من الطمأنينة والأمل في غد مشرق وصبح وضاء :
أيها التاريخ أرجوك ... 
لا تكتب عنا للأجيال القادمة..
لا تخزينا ....
لا تسجل وقائعنا...
التزم الصمت...
لا تحكي عنا ...
للقادمين بعدنا..." 

إن هذا الظلام الكثيف الذي سكن جوانح الشاعر حتى حدود اليأس لن يستمر طويلا فمن وراء الليل يطل النهار بشمسه الوضاءة، ومن بين تلابيب الحزن تتلألأ أنوار السعادة . بهذا يبشر الشاعر في هذا الديوان الذي يراوح أمكنته بين اليأس والأمل والحزن والفرح واليأس والرجاء.
أيها الزمن الهارب منا
رويدك ...
هبنا من الحلم قليلا.
هو ذا الحلم الذي سيصل إلى أرضنا من المريخ لتتحقق احلام  الشاعر وتعم السعادة كل القلوب .
-    في نهاية هذا الحوار الشيق مع شاعرنا الأديب جلال الطويهري والذي تمنينا بأن لاينتهي نشكر تواجدكم معنا في هذه الأثناء وهل لكم كلمة أخيرة ؟
أشكر "صحيفة الحدث" على إتاحة هذه المساحة وأخص بالذكر مديره هذا الحوار المتألقة دوماً هدى الخطيب ونلتقي دائماً على دروب المحبة .