|

الغربة والغرباء في الأوطان !

2017-08-25 06:04:42

كل المخلوقات على كوكب الأرض والفضاء بشكل أوسع تعيش في (أوطانها)وتتأثر بها وتؤثر فيها بشكلٍ مترابط ولا يكاد أحدهما يتخلى عن الآخر بسهولة ويأتي هذا الترابط في شراكة مهمة وبقدر الإحترام والعطاء والحفاظ على العلاقة يأتي الحب والوفاء واستمرار مزيد من البذل والتضحيات للحفاظ على الأوطان واستمرارها لتحتضن كل المخلوقات وكل الغرباء .

فكم من غريب عن وطنه !؟ عاش مغترباً في غربته بعيداً عن وطنه ، ولكن تربطنا به نفس القيم والتقاليد وأسس الأخلاق ، فكان بيننا خير من يحافظ على أوطاننا وكأنه يتعامل معنا بنفس الإنتماء والحب الذي يُكِنُّهُ لوطنه وأرضه التي فارقها رغماً عنه …!

فما بال البعض الذين يعيشون في أوطانهم غرباء في غربتهم !؟
أي غربة أخذتهم !؟ وفصلت أرواحهم عن شراكة الحب والعطاء لتراب أوطانهم وسكّانها..!؟
هناك نماذج كثييرة تحاكي أنواع تلك الغربة والغرباء في نفس أوطانهم وديارهم التي شاركتهم كل الإنتماء ولكنهم تنكرو لها وعاشو غربتهم متبعين أصناف الأدوات التي بدورها تسعى لأهداف شخصية بكل أنانية وأهداف تسارع في تأثيرها لهدم تلك الأوطان والديار بلا مبالاة أو خوف من عواقب هذا الإنفصال المخجل والمقيت والذي جعل أيضاً كثير من المخلصين لأوطانهم غرباء ..! .
العلاقة شائكة وآمل أن تصل وجهة نظري المتواضعة لتوضيح شيء عن هذه الغربة وأصناف الغرباء في أوطانهم ..! .

رسالتي لكل الغرباء والمغتربين داخل أوطانهم في ملامح غربتهم …!

إلى كل مواطن ومواطنة ، توارثو أباً عن جد نعيم الأمن والأمان وعاشوا طفولتهم تحت سماء وفوق أرض وطنهم الذي قدم لهم الكثير من عطاء ووفاء وبين كل تلك التفاصيل التي سطرتها ملامح الغرباء في غربتهم في ذات الوطن رأيتُ متعجباً من بعض نماذج الغرباء وذلك حين نشاهد الهدر المتعمد للممتلكات العامة في شتى جسد الوطن الغالي ، فنرى جدران شوارعنا مخدشة بعبارات الحياء ونرى أغلب ألعاب أطفالنا في الحدائق العامة تالفة ومشلولة الأركان وتشتكي الغرباء الذين شوّهُ صورة الوطن الجميلة ، ترى الجامعات في أغلب أفنيتها الداخلية والخارجية تتحدث عن عكس ما تتمناه وتعلمه لأجيالها ، فتجد الكراسي مشوهة الملامح من خطوط الغرباء ودورات المياة تحتوي على غربة أخرى ، كل ذلك من تصميم الغرباء في غربتهم في ذات الوطن .

إلى كل الموظفين والمسؤولين في كافة أجهزة الوطن : لماذا ترون الفساد وتسمعون وتقرئون وربما تشاركون فيه وأنتم لا تعلمون أو له معجبون ..!؟
لماذا تشاركون الغرباء في غربتهم لتدمير ممتلكات الوطن وأهله ..!؟
فإذا رأيت مشروع متعثر وكنت منزعجاً لعدم اكتماله وتأخر جمال بنيانه فعلم أن الغرباء سلبو منا هذا الوفاء والعطاء …!
خرج رئيس البلدية من منزله ولما أصبح بقرب الإشارة إنفجر إطار سيارته بسبب حفرة سامة غطتها المياة ، ونشكره لأنه تم إصلاحها بعد سنة ..!
كلنا أبناء وبنات ورجال ونساء من لبنات هذا الوطن الغالي وإن لم نتشارك في تشكيل بنيانه وجماله فكلنا سنكون غرباء وسنكتوي بنار خرابه ونتلطخ بدماء طعنات الغرباء فيه …!
لماذا كل هذا التنكر للأوطان وأهلها ، ذكريات الطفولة وأحلامنا التي رسمناها ذات يوم على شطئانه ونحتناها على جباله وسهوله بكل بساطه نسمح للغرباء أن يشوهوها أو يقتلوا برائتها …!

لما كل تلك الغربة من الغرباء في أوطانهم !؟

وتارةً نرى أننا غرباء عن أوطاننا بسبب غربة كثير ممن يتحملون مسؤولية إدارة شؤون واحتياجات مقدرات الوطن وأهل الوطن وأضاعوا الأمانة الموكلة لهم ، معاملات مسروقة والبعض منها في الأدراج وأكثرها تعيش في غربة القرار لسنوات عجاف ، حقوق ضعفاء متعثرة وتعيش الغربة تحت سطوت غرباء في ذات الوطن وتنكرو للوطن وأهله وياعجباً أنهم يعيشون محميون من سطوت العدالة ولكنهم نسوا أن العدل الحق المبين يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وسوف تطولهم ذات يوم قدرته وعقابه العادل ، فلكل سكان الأوطان حركوا ضمائركم ولا تهدموا أوطانكم بأيديكم وأنتم غافلون ..!

لما كل تلك الغربة من الغرباء في أوطانهم !؟

وهناك غربة أخرى ولكنها غربة مدحها رسول الهدى صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال : “بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء “.

تطيب الغربة ومعها الغرباء إن كانت في رضاه سبحانه وإن كانت خلاف كل العالمين فهي تتوافق مع كل مبادئ السلام والإسلام وبناء الإنسان في كل الأوطان .

وفي غربة الفؤاد حين ترحل روحه إلى جسد آخر حيث تشاركه كل الأحاسيس وأطيب المشاعر في أرقى صور الحب الحلال والتي تتشكل حروفه بكل أمل تنمو معه كل الأمنيات فتلك غربة العاشقين وأرجوا أن تكون أرواحكم عاشقة لأوطانكم وتذود عنه بكل غالي ونفيس ، فالإنسان هو الشريك الأول في شراكة الحب والإنتماء للوطن والفداء والدفاع عن كوكب الصراع دوماً بين الحق والباطل .

فماذا تود أن تكون أنت في شريط غربتك عبر بوابة الحياة الدنيوية الزائلة !؟