|

ماذا لَو .. يا ” سُمُوّْ” الأمير

2017-09-12 06:02:27

كلمة ” سُمُوّْ ” وضعتها بين قوسين للدلالة على ماتحملة من وصف لمعاني إنسانية غاية في الروعة, لابد أن يتمتع بها ويتصف بها كل من يحمل هذا اللقب من عُلُوٍّ ورفعة وترفع وحميد الأخلاق, ونقاء السريرة والتي تليق وتتوافق مع هذا اللقب وهذا الشرف الرفيع .
البعض من أزماتنا اليوم باتت قضايا دولية, عصية على الحلول مزمنة ومستعصية, منذ سنوات فقدناه وضاع من بين أيدينا العراق, وبعدها بسنوات كرَّت السبحة وضيَّعنا سوريا ولبيبا ولحق بهم اليمن السعيد, نعم ألا تتذكرون؟ هكذا كانت تصفه لنا المناهج الدراسية في المرحلة الإبتدائية, في كتب الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية, وكما تصف فلسطين بلاد الكروم والأنبياء, وسوريا بلاد الشام والتراث الأموي القديم, والعراق بلاد الرافدين وحضارة بابل وآشور والسومريين .
وهاهو اليوم بلد عزيز علينا وشقيق لنا من لحمنا ومن دمنا, يضيع وينسلخ عنا ورغما عن إرادة شعبه, ليسير به حكامه الى طريق مجهول, والأشقاء من حوله يحاولون إحتوائه وإرجاعه, ولكنهم ويالَلأسف كالقابض على كَفِّهِ يضيع من بين أصابعه الماء .
لقد إسبشرنا بك خيراً حين أصبحت حاكما يا “سُمُوّْ” الأمير الشاب, وتفاءلنا بمَقْدمِك, وذلك عقِبَ صدمتنا ونكبتنا بالقيادة السابقة ودورها الحزين .
ولكن ويالَلأسف لم تمهلنا فرحتنا ولم يمتد بنا الحال, فسرعان ما فُجعنا وصدمنا بك, وبسرعة ومن جديد, حين تبين لنا أن الأمر مجرد تبادل للأدوار وتغيير للوجوه ليس إلّا, وهذا أبسط وصف له وبالتحديد .
فماذا لو .. يا “سُمُوّْ” الامير الشاب غيرَّتَ من نهجك ونهج سلفك وطويت صفحة ذاك الأمس الحزين .
ماذا لو .. اقفلت أبواق الفتنة وقنوات القيل والقال فقد سإمناها منذ زمن بعيد .
وماذا لو .. أوقفت تمويل الحركات الجهادية ودعم الإرهاب .
ماذا لو .. طردت كل من توفرون لهم الحماية والدعم وأعلنت براءتك منهم ومن جماعة الإخوان .
وماذا لو .. كففت عن التدخل في شؤون الآخرين, البعيدين قبل جيرانك القريبين .
وماذا لو .. تصالحت مع أشقاءك, ومددت يدك لمساعدتهم بدلاً من التآمر ضدهم, فبعضهم فيه ما يكفيه من الهموم والمشاكل وما يزيد .
ماذا لو .. أغلقت مكاتب طالبان عندك وكل من على شاكلتهم, وطردت كل الإرهابيين والمجرمين الذين تأويهم وتوفر لهم الدعم والحماية والأمان .
ماذا لو .. إعتذرت لكل الثكالى والأيامى واليتامى والمشردين, وكل الذين قُتلوا ظلما وعدوانا, ولكل المدن والقرى التي دمرت وباتت خرابا يبابا تنعق فيها الغربان .
وماذا لو .. يا “سُمُوّْ” الأمير الشاب, تصور معي وتأمل, لو أن كل تلك المليارات التي ذهب هدراً وأدراج الرياح لأجل التآمر والجريمة والعدوان, تصور سيدي رجاءاً, لو أنها قد تم صرفها وتوجيهها لفعل الخير والتنمية والإزدهار, من خلال الأستثمار في مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن, وفي شمال أفريقيا, وحتى في موريتانيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر والسودان, في مشاريع تعود بالخير والفائدة والرزق لبني الانسان, تأمَّل كل هذا سيدي وكيف وكم سيكون مردوده خيرا عليك وعلى البشرية “لو” كان .
حينها كنت ستصنع قوة إقليمية إقتصادية كبيرة يشار لها بالقوة والبنان, ولتوجهت ملايين الأيادي لك ولشعبك بالدعاء وبدوام الخير والنماء, بدلا من الدعاء عليك وعلى نظامك بالزوال والفناء, هل تتصور هذا المشهد العظيم والذي تقشعر له الأبدان, وتشيب لهوله الولدان, ذاك اليوم حين لاينفع مال ولا بنون ولا سلطان .
ماذا لو .. يا “سُمُوّْ” الأمير, فالوقت لم يأزف ولم ينقضي, صدقني ففيه فسحة لحد الآن, وطريق العودة والرجوع الى الحق لم تُغلق أبوابه يوما من الأيام, لاتقف وحيداً بالله عليك وتجابه العاصفة التي تأخذك بعيدا منفرداً تدور بك تلفك الآلام والأحزان, فالتاريخ لن يتذكر لك أب أو عم أو خال, أو سلفا لك ممن سبقوك أو حتى واحدا من الأنجال, أو أحدا من التابعين أو المستشارين الذين يزينون الباطل بين يديك بزيف الأقوال, كلا بل سيذكرك التاريخ وحيدا منفردا, وأنك انسلخت عن قومك وبعتهم لأجل أوهام زُيِّنتْ لك وكاذبةٌ أحلام, ولاتَ يا “سُمُوّْ” الأمير ساعة ندم, صدقني سيدي وقبل فوات الأوان, كل أولئك هم أعداءٌ لك ولشعبك, وأولهم البهلوان الأُلعوبان, ومن قبله مَلالي قم وطهران ..
ولتتذكر دوما سيدي, فالوسادة تحمل رأس الغني والفقير والصغير والكبير والحارس و”سُمُوّ” الأمير, ولكن لاينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير ..