الاختيار يكمن في حقيقة أنَّ للمرء حُرِّيَّة في ما يريد أو يفعل بقدر استطاعته.
ثمة ارتباط وثيق بين الحرية و الاختيار من لا يميز حاجته للحرية لن يختار لأنه لا يأبه للإختيار الذي يريد وإن مسار الاختيار رحلة طويلة تأتي بعد كل فاصلة قد تُحدثها
    
    
تجربة انسانيةِ ما ،و هذه التجربة قد يعقبها الكثير من الخبرة و الدروس و بما أن الحياة طريق غير ممهد للوصول للنتائج قد ترضي الفرد هنا يسعنا القول 
     إن التجربة خير برهان للإختيار الصحيح و كلما زادت حدة التجربة كلما ازدادت دقة الاختيار بعد كل مرحلة ما، التجارب و الخبرة هي أدوات للحرية و الحرية هي مفتاح الإختيار فإذا اختل لديك الإختيار فهنا اشارة بأنك مقيد بقيد ما و من هنا تبدأ رحلة التحرر لمسار الإختيار ،فالذي يختار و هو يمتلك حريته ليس كمن يختار و هو مكبل بقيدٍ ما  قد يكون هذا القيد الذي يُعيق الاختيار(اعتقاد ، موروث ، إيمان خاطيء ، تمسك بقناعات لم تعد مُجدية) إلخ، و قد تكون أقوى القيود هي التجربة الإنسانية التي يتخللها اشخاص يكتشف الفرد نفسه من خلالهم، و قد تكون مهنة ما تختبر مدى فهمه لنفسه واستيعابه لما يريد، أو مرحلة عمرية، تقدم في مستوى فكري مهني جميعها سبل لمعرفة الطريق و لا يُكتشف هذا الطريق إلا من خلال التجربة و هنا تكمن اهمية الاختيار المرتبط بالحرية فكلما كان الشخص شجاع ليجرب و يتقدم كلما كانت كفة حريته واختياره صائبه مما قد يكتسبه من خِبرات ، فالبعض قد يعلق في مكانه 
    لأنه خائف فمن المتعارف عليه( أن الخائفون يعلقون بأماكنهم)فلا يميزون ضرورة الإختيار لأنهم اضاعوا مفتاح حريتهم فمن معيقات الحرية التي تساهم في الإختيار هي الخوف فالبعض يخاف من حريته لأنها تعني المسؤولية الكاملة عن نفسه
     إذن الحرية و المسؤولية لهما ارتباط وثيق بأن يصبح الفرد يعرف كيف يختار و متى يختار! 
ثقافة الإختيار تحتاج وعي و أدوات بسيطة تكمن في أن تؤمن أنك شخص حُر 
و كما يقول ماكليش(الحرية هي حقك في الاختيار بين عدة بدائل بدون امكانية الاختيار فالإنسان ليس إنسان سيكون مجرد رقم، أداة ،مجرد" شيء"
    
    
ويسعدني أن أخبرك بأن اختيار أن تبتسم أو تبكي بيدك أنت لا طائل لشيء خارجي لهذا الاختيار بك
هو اتصال روحي بالعمق مرتبط بإيمانك بالحرية المطلقة فيما تود أن تعيشه أو أن تكون عليه.

 الكاتبة/ نوره عبيري
 @hbbk20