|
الكاتب : الحدث 2021-04-29 02:09:48

بقلم /،حامد علي عبدالرحمن الغامدي

قبل عدة سنوات اشتريت أضحية العيد وكانت خروفاً صغيراً في السن ( جذع ) وأنا في العادة أذبح بنفسي في حوش البيت ،  وكان ضخم الجسم جدا فيه نشاط عجيب وقوة أعجب، بالكاد استطعنا أن نسيطر عليه، استغرق ذلك وقتا طويلا ـ مطاردات ومناورات في الحوش وكم نمسك وكم يفلت "ضخامة ، مع صحة ، مع قوة "  ، لا أطيل عليكم .. المفاجأة كانت بعد الذبح .. وجدنا رئته ملتصقة في الأضلاع ( تليف كبير جدا )  . يعني كان أمامه أيام قليلة جدا للحياة ، لا شك أن أعراض المرض كانت ستظهر عليه عاجلا أو آجلا ولا شك أنه كان سيموت . 
لم يكن ذلك يخطر على بال أحد .. أكبر تجار الماشية  وأكبر الرعاة وأكثر الناس خبرة لم يكونوا ليعرفوا ذلك . من رأى صحته ونشاطه وسنه لا يخطر على باله أنه يعاني من شيء البتة . 
الإنسان أيها الأحبة ليس بعيدا عن ذلك ..
من منّا يعرف شيئا عن  ( كليتيه )  ؟ 
من منّا يعرف شيئا عن كبده ؟ 
من منّا  يعرف شيئا عن  رئته ؟ 
من منّا  يعرف شيئا عن قلبه ؟ 
من  منّا يعرف شيئا عن أجهزته الداخلية ؟ 
لا أحد .. ربما كانت على وشك ، ونحن لا نعلم . 
بين عشية وضحاه فشل كلوي ، بين عشية وضحاها تليف كبدي ، بين عشية وضحها جلطة ، بين عشية وضحاها سرطان .. أجاركم الله من كل ذلك . 
أن نصاب بالأمراض هذه قضية حتمية لاشك فيها ولن ينجو من ذلك أحد ( كل له نصيبه )  ولكن ..
ولكن هناك فرق كبير جدا بين أن تصاب وأنت مقبل على الله تائب وبين أن تصاب وأنت مدبر . 
فرق كبير جدا بين أن تصاب بالمرض وأنت لاه ساه غافل وبين أنت تصاب وأنت راكع ساجد . 
فرق أن تصاب بالمرض ومعك قوة تدعمك وتسندك وتخفف عنك  وبين أن تصاب وأنت صفر اليدين لا قوة ولا سند،  وأي قوة أكبر وأعظم من قوة الله. 
فرق في أثر المرض  ، فرق في الإحساس به ، فرق في الأجر عليه . 
الشاهد من القصة : لا يغرنك سنك ، ولا تغرنك صحتك ولا تغرنك قوتك .

تذكير

أمامنا عشر فضيلة فيها ليلة خير من ألف شهر .. من كسبها لم يفته شيءٌ ابدا - لحق بالركب وربما سبق - ، ومن خسرها لن يعوض خسارته شيءٌ ابدا .. 
فقط اصدق الله في التوبة وأحسن النية وسيعينك الله بل سترى العجب العجاب من لطف الله وكرمه .  لن تكون أكرم من الله .
  
كانت مجرد خاطرة، الهدف منها أن نعيد حسابتنا . وأنا أولى الناس بذلك .