|

أخطأت ..لا توبة لك  

الكاتب : الحدث 2021-04-23 02:53:55

بقلم / حنان محمد الثويني

الإنسان في مراحله العمريه يترنح مابين الطيش والخطأ والندم 
وما بين خط الرجعةِوالإستقامة الجاده وترميم الكسور ..

لكن .. ههيهات !!

لو كنت قد قضيت إحدى أخطاءك بين القضبان وعرف عنها القاصي والداني وجارك القريب وجارك الجنب فلا توبة لك ..!!

أتدري مالذي سيحل بمستقبلك لو حاول أن يبتسم ؟؟
لك أن تتخيل العزلة والظلام الذي ستعيشه بين نفسك وبين البعيد والقريب وربُ العمل  ..!!

-الأقارب سينسحبون تدريجياً من حولك 
-الأصدقاء سيختفون من محيطك
-دوائر العمل ستُغلق جميع الفرص الوظيفية في وجهك
-أهلك في كل خطأ ولو غير متعمد سيُعِيدون على مسمعيك وذاكرتك ليالٍ سوداء كُنت تُعارك الأيام لِتنساها 

إلى أين تلوذ وإلى من تلجأ غير مُفترق الطرق ورصيف الحاره وكُرسي المقهى تتأمل الوجوه وتقرأ الأمل بين ثناياها بِلا جدوى!

الكل يراك وصمة عار قذره ويخشى أن تلتصق به ، ويُحذِّر أبناءه من مُخالطتك أو حتى رد السلام ، وتُطاردك الظنون السيئه ونظرات الإتهامِ والتصغير ، وُتصيبك أسنة الكلمات الجارحه من أمامك وخلفك وتوصد الأبواب في وجهك وتلتفت يميناً وشمالاً ولا تجد إلا القسوة والضباب ..أو لاأحد!!

إن المجتمعات التي لا ترأف بحال السجين الذي اقتصّ منه القانون والحياة وأهدر بين القضبان الحديدية كمّهُ المُعذّب من السنوات و الألم والوِحدة والحسرة والندم مجتمعات لا تشبع إذ لا يهدأ لها قرار ولا بال حتى تراه ساهِرُ الليل يلطم الوجنتين ويزفر الحرّات ويصرُخ بأعلى صوته (إني نادمٌ وتائِبٌ)فسامحوني ..ولن تتفائل فيه حتى تؤمن أنه إنتكس وعاد إلى مسالك الجريمه بيأسٍ يرجو من وراءه الهلاك والموت !!

إنها لمجتمعات متناقضه ومُذبذبه إذ تتحدث عن الإنسانية والقيم الفاضله والعفو والتسامح وفضل التراحم ، وإنسانيتها خُطت على تلٍ من الرِمال وبعاصوف ناعمٍ سالت ..!!

ما أكثر المُنظِرون حين يتكلمون عن الفرص الممنوحة للإنسان الذي أخطأ 
وعن دعمه معنوياً ومادياً لكنهم أول من يتخلى عنه ويديرون ظهورهم مُتجاهلين رجاءاته وتوسلاته، صُمٌ بُكمٌ  وكأنهم لا يشعرون!!
 (إلا من رحم ربي)

إن السجين الذي أذنب ونال منه السجن وكان سبباً في إنقطاعه عن الناس والحياة والملذات المُباحه وعاش في حرمان من أن يعمل أو يتنقل أو يتبضع أو يُمارس حياته الطبيعيه حتى انقضت محكوميته  سجينٌ (مُكفّرُالذنب)،صفحاته بيضاء وبحاجة لِمن يُعينه ويضعه على أطراف حياة جديده يبدأ منها بألف ميلٍ لألف ميل أبدية الأهازيج والسعاده..
ونقول : أخطأت وقبِلنا توبتك!!
وخير الخطاؤون الآيبون التائبون فأهلا ومرحباً بك بيننا..