|

دعائك أيها الأشعث الغريب.

الكاتب : الحدث 2021-04-22 08:00:22

كتبه / لافي هليل الرويلي 

مِداد العِلم هو الإطلاع بأخبار الأولين و معرفة أحوالهم و قصصهم ، و خير العلم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً ، وخاصة ما ورد في الصحيحين ( البخاري و مسلم ) ، وقد ورد في الأحاديث مجموعة من صفات الأخيار .

اليوم لا تلقى إلا الإستغراب ومنها " السبعون الفاً يدخلون الجنة بغير حساب " وذكرهم ، والعدد كما تعلمون قليل جداً في عمر وجود الإسلام إلى يومنا هذا "١٤٥٥" سنة وبها المسلمين اليوم أكثر من مليار وثمانمائة مليون نسمة غير المسلمين الذين أبيدوا في غارات المغول و مجازر الأندلس وهم سبعون الفاً من المسلمين فنرى الآن الحث على أخذ الأسباب و كأنها هي بعينها المقصودة في الإتباع ، ومن توكل على الله حق توكله يعامل بجفاء وكأنه ألقى بنفسه إلى التهلكة .

لماذا نحذف طاعة التوكل على الله و قد أثنى الله على نفسه بأنه حسْب من توكل عليه " ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره " يصرف عنه السوء و الضرر و يبلغه مراده ، فهو الله خالقك و معيشتك و صحتك بين كن فيكون.

و مضمون مقالنا أن التوكل على الله يجب أن يقوى في قلوب المسلمين و النشء ، و من أخبار الأخيار أيضًا المسلم المدفوع في الأبواب و لكنه عند الله خير من كثير من أهل الأموال و الجاه ، و إعجاز هذا الصنف أن الله يجري على كلامهم أقدارًا و أحداثًا  تغير حال المجتمع أو الفرد ، منهم من عرف بإسمه كـأنس بن النضر و أويس القرني و غيرهم ، أوقفت حدود بلسانه و غفرت الذنوب بدعائه ، وفتحت البلاد و جلب النصر بدعائه في معركة اليمامة ، وفتح كابول ، فهل سنبحث عن هذا التقي الذي يدفع بالأبواب ، إن كنت ذاك الرجل فادع لي بارك الله فيك ، يقول النبي لرجل مر عليه رجل فقير وسأله ؟ ماتقول فيه ؟  فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا. وأخيراً : 
أنا مثـلُ الماءِ سهلٌ سائغٌ 
ومتـى أُسخِـنَ آذى وقَتَـلْ
أنا كالخيزور صعبٌ كسُّرهُ
وهو لدنٌ كيفَ ما شئتَ انفتَلْ
غيرَ أنّي في زمانٍ مَنْ يكنْ 
فيه ذا مالٍ هو المولَى الأجلّ
واجبٌ عند الورى إكرامُهُ
 وقليـلُ المـالِ فيهمْ يُستقلْ
وقد ورد في الترمذي حديث ضعفه الشيخ ابن باز رحمه الله "اللَّهمَّ أَحيِني مِسكينًا، وأَمِتْني مِسكينًا، واحشُرني في زُمرةِ المساكينِ يومَ القيامَةِ"
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « أَبْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ »
حفظ الله مساكيننا و فقرائنا و حشرنا مع المساكين ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.