|

ماما سعدية : التعلم من المهد للحد والعمر مجرد رقم

الكاتب : الحدث 2021-04-05 01:08:02

الحدث - ملوك الجابر


في ثنايا الإبداع وتسطير ملاحم النجاح على أرض الواقع، حكاية للكفاح الحقيقي في طلب العلم رغم المعوقات بالبدايات والأسرة كزوج وأطفال بالنهاية. ماما سعدية رمز من رموز الوطن تحدت الصعاب لتذللها بالصعود بسلم العلم والإجتهاد.

البدايات والاختيار بين التعليم أو الأسرة
وفي حديثها عن نفسها لسرد رحلة البدايات حصلت على دبلوم معهد ثانوي للمعلمات بمكة المكرمة بعام 1979م لتمارس مهنة التعليم لمدة ثمان شهور فقط.
لتنتقل بعدها لمرحلة انتقالية جديدة وهي الارتباط والانتقال للمنطقة الشرقية وبالتحديد للخبر لتكون بذرة التحولات الجذرية وبدأت بأخذ عدة دورات من أهمها ما أهلها للحصول على لقب مستشارة أسرية وتعليمية من جامعة كامبريدج بعام 2017م. وتابعت مسيرتها التعليمة بأحد المدارس بمدينة الدمام ، لتعاني من صعوبة المواصلات بذلك الوقت وهو ما جعلها تختار بين العمل أو الأسرة ففضلت الأسرة.

العودة لمجال التعليم من جديد بعد انقطاع 8 سنوات :
وبسب الشغف الحقيقي لتعلم بعد بلوغ طفلتها الأولى لسن 5 سنوات و8 أشهر أرادت إشباع عطشها لتعلم من خلال تعليم ابنتها المبكر، وبعد توجهها للمدارس الحكومية التي رفضت طلب التحاق أبنتها لصغر سنها توجهت إلى المدارس الأهلية لتفتح مدارس التربية الأهلية بالخبر كفوف العطاء لطفلة .
وبعد ملاحظة ماما سعدية وجود الطاقم التعليمي كامل من الدول العربية عدا المديرة فقط من الجنسية السعودية ، فبادرت ماما سعدية بالسؤال عن وجود وظائف شاغرة لتستقبل بالترحيب الذي دام لمدة 22 سنه بالسلك التعليمي.
ومن شدة شغفها بالتعلم لم تدع فرصة من فرص التدريب إلا وتستغلها بمختلف المجالات التطويرية.

المكرمة الملكية من الملك عبدالله رحمة الله :
وقضت المكرمة بتعين خريجات دبلوم معهد ثانوي للمعلمات في القطاع الحكومي كمساعد إداري، وبحكم الدورات العديدة التي كانت تأخذها ماما سعدية ومنها دورة السكرتارية ، تم تعينها سكرتارية المديرة.

البكالوريوس بعمر 55 سنة
وفي روايتها لأحداث رحلة البكالوريوس قالت : ذهبت لتقديم في كلية البنات للتربية بالدمام ، ولكني رفضت بسبب مرور أكثر من 5 سنوات على التخرج من المرحلة الثانوية بحسب النظام بذلك الوقت . وتقديمي كان خلال ال 8 سنوات التي كنت فيها بعيدة عن مجال العمل.
وكصدفة خير من ألف ميعاد كانت ماما سعدية بمركز تحفيظ القران لتسمع من أحد الأمهات حديثها عن التحاق ابنتها  بالجامعة بنظام التعلم عن بعد لترد ماما سعدية بدهشة و فرحة عارمة : "بلله يقبلوا ! طيب ايش الشروط؟"  ولم يكن هناك اشتراطات للقبول إلا شرط واحد وهوه أن آخر تاريخ للقبول هوه 1400 هـ وهذي كانت شهادة ماما سعدية.

الترقب والانتظار :
قدمت ماما سعدية أوراقها بدون علم زوجها وأبنائها لتصارع الخوف من عدم القبول لمدة أسبوعين كاملة ليتم قبولها بشكل كامل وممارسة الدراسة الجامعية عن بعد.
وبسبب الصعوبات التي عاصرتها استطاعت التخرج والحصول على درجة البكالوريوس بعد 6 سنوات من الكفاح.


التوافق بين شغف التعلم والأسرة :
وبعد سؤال ماما سعدية عن سر هذا التميز أجابت بأنه يكمن بتنظيم الوقت والتخلي عن بعض المعتقدات الخاطئة حول أن التعلم فقط محصور بعمر معين فالعمر من وجهة نظرها مجرد رقم وليس عائق، وكذلك مساندة أسرتها لها فرغم إنها زوجة وأم ل 6 أبناء إلا أنها ذللت الصعوبات لتصل اليوم بكل تميز لسن ال61 سنه أطال الله بعمرها ولا زالت تطلب أبواب العلم أينما وجدته.