|

أدب الخِلاف و الخصومة.

الكاتب : الحدث 2021-04-04 11:47:57

سنذكر لكم أجمل ما حمل التاريخ من كُنوز القصص العربية عن أدب الخلاف والخصومة ، وأنه اجتهاد خاص لكلا الطرفين في سبل طاعة الله عز وجل و لعل بعضها ترقى إلى مصالح الأمة ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر " ، لم يعجب العرب الفجور في الخصومة لأنها تورث البغضاء الأبدية و تذكي نار  الفتنة و الشقاق ، وقد كان من سبقنا يحبسون السيف و الرمح في المشاجرات ويكتفون بما دون ذلك ، و ذلك لعلمهم بأن نزغة الشيطان ستزول و أما الدماء فتبقى في العقب ، و قد آلمنا في السنوات الماضية كثرة الدماء و ما حالفها من قِصاص و ديّة مغلظة ، لذا نسألكم بالله أن تفشوا السلام و الصُلح و الصداقة بدل تذكير الناس بما نسوه و عفوًا عنه ، وقد ورد لعن الله من أيقظ الفتنة ، و سنذكر لكم ما قال خالد بن الوليد عند موته "  يا أبا الدرداء! لئن مات عمر؛ لترينَّ أموراً تنكرُها. فقال أبو الدرداء: وأنا والله أرى ذلك! فقال خالد: قد وجدت عليه في نفسي في أمورٍ، لمَّا تدبَّرتها في مرضي هذا، وحضرني من الله حاضرٌ؛ عرفت: أنَّ عمر كان يريد الله بكلِّ ما فعل، كنت وجدت عليه في نفسي حين بعث من يقاسمني مالي، حتَّى أخذ فرد نعلٍ وأخذت فرد نعلٍ، ولكنَّه فعل ذلك بغيري من أهل السَّابقة، وممَّن شهد بدراً، وكان يغلظ عليَّ، وكانت غلظته على غيري نحواً من غلظته عليَّ، وكنت أدلُّ عليه بقرابته، فرأيته لا يبالي قريباً، ولا لوم لائم في غير الله، فذلك الَّذي ذهب عنِّي ما كنت أجد عليه " وسنذكر لكم موقف عمر بن الخطاب "رضي الله عنه " رحم الله أبا سليمان! ما عند الله خيرٌ له ممَّا كان فيه، ولقد مات فقيداً، وعاش حميداً " ، كان لكل منهما سياسة يراها أنفع لتعامله مع الجيش ، وكان هدفهما حماية المقدرات والمكتسبات السياسية و الدينية ، و الصالح العام هو ما اتفقا عليه و اختصما لأجله ، فهل نسامح من كان يقصد المصلحة في تصرفاته لعل الله يصلح الشأن.

لافي هليل الرويلي