|

علمتني الدنيا.

الكاتب : الحدث 2021-09-14 04:36:53

صراخ .. بكاء .. عظم الله أجرك والله يعينك .. نعم فما نحن دون معونة الله .. ولكنها تكرر الله يعينك أخاف تلك الفتاة التي في عمر الزهور وتركت أمانة في رقبتها فماذا سيحدث بعد أن ذهب عمود بيتهم  
غير انها قررت
 طي هذه الصفحة وحجب عدد من التساؤلات في ذهنها  ماذا سيحدث ؟ 
أين أعيش ؟ .. وما ذا بعد الفاجعة؟ ..  الغربة.. ام العودة  ؟ 

لم يكن الجواب سهلًا.. لأن  البداية  ستكون من الصفر إضافة إلى تربية وحمل الأمانة إلى شواطئ النجاة بعد صراع أمواج الحياة ومقاومتها بذراعين مكبلين ولا يوجد سوى مجداف الأمل والرغبة بالنجاح .

لا يدور في ذهنها سوى كلام الله تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا } .

وجدت في تجربها أن المصيبة والابتلاء ورقة يتم بها رصد الانجازات وكتابة التاريخ وشحذ الهمم بالتجارب .

عبورها للجسر الصعب لم يضعفها ،فكل صفعة تخلق فيها تحدياً وأملاً جديداً .
 
فكل بداية سنة تحتضن جميع أهدافها وخطواتها  التي تريد أن تنجزها  فهي لا تملك رأس المال (فرأس مالها ثقتها بالله وحسن ظنها به) .

تخرج من الصباح الباكر عندما تستودع  الله أبناءها في المدرسة .
ثم ترجع لمتابعة بناء المكان الجديد ذي المساحة الصغيرة الذي يعني لها  الكثير .. فرحم الله  من تركه لها .
أسميته مملكتي الصغيرة.. نعم تم فيه تربية أبنائها بحرية وهدوء وجدول منظم.. شهاداتهم وإكمال مسيرتهم فخر لها ولهم بحصولها على البكالوريوس وإكمال ابنتها حفظ كتاب الله .

فالحمد لله دائماً وأبداً فبشاراتي الحلوة لم تقف بعدها ،
ووجود أمي معي شيء عظيم فهي من تلملم ما يفسده المجتمع .

نعم شاهدت سرعة الوصول.. فهناك وصول سريع من دون تعب.. وشاهدت من يتعب لكي يصل فلا يصل .
ولكن لا ييأس . وما أجمل الوصول بجد واجتهاد بعيداً عن إرخاص النفس .

بكيت كثيراً ولكن ليس أمام الناس.. بكائي على سجادتي وأنا على يقين أنه ما بعد العسر الكثير إلا فرررج كبير .
ومهما طالت المدة.. { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } .

نعم هي صبرت ونالت مراتب الشرف فكل بذرة زرعتها ها هي تنتظر حصدها بكل فرح وقبول .

لن أقول علمتني الدنيا وحصلت بعدها على شهادات تميز ورصيد في البنك ووظيفة مرموقة يشهد لها الكل .

علمتني الدنيا أن أمسح على كل محتاج.. علمتني التفاؤل والأمل.. علمتني كيف أجعل من اليأس حياة.. من يجعل له هدفاً ويخطط يكن الله دائماً معه .

عندما أسمع أي سلبية.. أي شكوى.. أي تذمر
أول سؤال : كيف هي صلاتك ؟ وماذا أعطيت ربك ؟

فالراحة ليست بما تملك.. الراحة في صلتك مع من خلقك فعندها يرتاح القلب من سماع  جملة "دنيا بنعيشها مرة"
"بنعيشها مرة" هل عندما ستُعذَّب سستطلب أن ترجع لكي تعمل صالحاً.. اِسأل نفسك ؟ 
"عيشها مرة" بما يرضي الله ورسوله .
قال تعالى: 
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } النحل:97

٠خالط من ينصحك لكي يطلبك في الجنة ؛ فالرفقة الصالحة رزق .

٠الشغل والحركة لا تقتل أي شخص إنما الذي يقتل الفراغ.. الفراغ يقتل أنبل الصفات .

٠لا يكن مبدأك الحرية والمال والحياة التي دون هدف .
اجعل هدفك دائماً الدنيا والآخرة وسترى الفرق في راحة البال والعقل وسترزق بالقناعة .

افراح سلطان