|

نحو دائرة الاغتراب 

الكاتب : الحدث 2021-09-04 12:10:28

كلما سنحت لي الفرصة للالتقاء بي ؛ أحاول فك تعقيدات الداخل أزعم أنني ملمة بكل الجوانب التي تؤدي للسفر نحوي حيث مُنطلق وجهتي أستفتي ذاتي قبل أن أقطع تذكرة الوصول إليها أمر بالكثير من الاختلاجات وأهادن الاعتلالات التي أورثتها التراكمات وأعلم أن معرفتها لا يخلق إلا مزيدًا من مساحات الغربة حيث أحمل أمتعة الخروج مني بعد الارتحال لأعيد قراءة الخارج من جديد ، وكلما أوغلت في العمق وجدت أن أصل الاغتراب هو فهم حقيقة هذا العالم بكل حيثياته مُطلقة كانت أم نسبية وأن الاندماج التام به ماهو إلا ضرب من ضروب الجهل الذي لا تحمد تبعاته ؛ وإن كان فرط المعرفة يؤدي للتصادم فحتمًا هذا نوع آخر من المعاناة باعتبار أننا مسؤولون عن وعينا متى نجعل المعرفة طردية ومتى نجعلها عكسية ، تحضر بعض الإسقاطات وتتبلور على إثرها الكلمات وعندما انساب في المعنى وأوشك على التماهي تحضرني التناقضات التي لا تخلو منها تلك المجريات ونحو مسار ما تتقدم العذابات المؤجلة في زمن ما المتحالفة مع السكون المؤطر باعتبارات اللحظة ، أضعها نصب شعوري واحدًا تلو الآخر أحاول تشريح جزيئاتها الدقيقة منها ما يقترب ويساعدني على مهمة التجزئة ومنها ما يختلق مسافة كافية تمنع الوصول إليه وتتيح له التكتل ليكمل مسيرة تقوقعه على نفسه ، وبذلك يفر من التصنيف ويبقى حرًا لا تشوبه شائبة المصطلحات ولا تطوله الأنساق التي يرى فيها البعض جسارة لترتيب الأشياء العالقة وإعادة القراءة للكثير من المفاهيم القابلة للتبلور بعد انصهارها النسبي في محيط الكون ورغم ذلك أحيانًا يعلم المرء يقينًا أن هناك أشياء تدور في فلك الحياة لتعود كما هي مهما ظن أنها منسية في الهامش يغفل أنها تتشكل في مكان ما بهيئات مختلفة لتحمل ذات المعاني التي تستوعبها قوانين الدائرة وفرضياتها ، ثم تتجلى مع الوقت لتهطل في أزمنة وأمكنة غير معلومة لكن الاحتمال الأكيد أنها ترتكز على نقطة الدوران .

رهام مدخلي
@Reham90md