|

“الأنانية وسحق الآخر “

2020-03-08 05:48:29

الإنسان بفطرته مجبول على حب نفسه وتقديمها على سائر البشر، وهذا أمر طبيعي وصحي بطبيعة الحال، فمن لا يستطيع حب نفسه لن يستطيع حب الحياة ولا منح الحب للمحيطين به.
الإشكالية تكمن في مفهوم ودرجة هذا الحب وفي طريقة تعاطيه مع الآخر، فحب الذات هو نوع من المشاركة وليس الاستئثار، وقد يكون في غالبه عطاء وليس استحواذًا، ومن هنا يكمن الفرق ما بين الإنسان السوي والإنسان الأناني في رؤيته لنفسه ورؤيته للآخر وينعكس على تعاطيه المباشر مع كليهما.
الأنانية هي إحدى أشكال النرجسية المفرطة والتي هي نوع من الاضطراب المرضي في الشخصية والتي تبقى فيها حياة هذا الإنسان سعيًا مستمرًا للأخذ، أخذ كل شيء والاستحواذ على كل شيء بدءًا من المشاعر الإنسانية وانتهاءً بالحاجات المادية، فمن أهم صفات الإنسان الأناني أنه يأخذ من الآخرين بدون حساب ولا حتى إحساس بأنه يأخذ شيئًا ما، لكنه في المقابل يقوم بحساب كل شيء يقدمه أو يعطيه لهم مهما كان صغيرًا وتافهًا.
الأنانية يقبع خلفها شعور متطرف لا يرى سوى الذات، وبشكل مضخم ولذلك فهو على استعداد لممارسة أي شيء تحت ذرائع وحجج لا تنتهي لتبرر له ممارسات الاستحواذ التي قد يقوم من خلالها بسحق الآخر من أجل إرضاء رغبته المتطرفة، مما يجعل التعامل مع أشخاص بهذه الشخصية شكلًا من أشكال العذاب الذي لا ينتهي بامتداد الحياة برمتها غالبًا.

🔊