|

"الابتزاز العاطفي" وضحايا انهيار العلاقات

الكاتب : الحدث 2021-08-23 12:08:59

 


تحقيق_ ريفان هوساوي


كثيرا ما سمعنا عن الابتزاز العاطفي في الآونة الأخيرة ويمكن أن يأتي في أي لحظة ومن أي شخص تعرفه أو لا تعرفه، فمن خلال شخص يمتلك طرقه الذكية في الابتزاز يجعلك ترضخ له وتسلم له زمام الأمور، وبعد فترة من الوقت تشعر أنك أصبحت ضحية وعرضة للابتزاز العاطفي الذي من المحتمل أن يدخلك في حالة نفسية واكتئاب حاد وربما الانعزال وعدم الوثوق في أي أحد فيما بعد. 

ولكن أردنا من خلال تقريرنا هذا أن نأخذ ظاهرة "الابتزاز العاطفي" في منعطف أخر آلا وهي العلاقات الخاصة أو الشخصية القريبة منا كالعائلة والأصدقاء والمقربين أيضا.
 

"الحدث" توجهت بطرح بعض الأسئلة للمختصين بهذا الجانب 
بداية مع المستشارة الأسرية نرمين محمد بحيري
 
ما مفهوم الابتزاز العاطفي في العلاقات وخاصة العلاقات الشخصية؟

الابتزاز العاطفي شكل من أشكال التلاعب النفسي (حالة نفسية غير سويّة) يحاول فيها شخص ما    (المبتز) السيطرة على شخص ما (الضحية) من خلال الضغط عليه بالعاطفة بشكل مباشر أو غير مباشر لتنفيذ مهام ورغبات معينة، ولمعرفة (المبتز) لاحتياج (الضحية) للحب أو القبول فإنه يهدد بمنعه، وتكون بين الأشخاص الذين تربطهم علاقة إنسانية قوية مثل (الآباء والأبناء – بين الزوجين – الأصدقاء المقربين).

لماذا يلجأ المبتز لفعل الابتزاز من شخص مقرب له! وهل يمكن أن يكون ابتزاز إيجابي؟

يلجأ المبتز للابتزاز لشعوره بعدم الأمان وخوفه من الهجر أو الحرمان العاطفي لذلك يضع (الضحية) تحت ضغط الإحساس بالذنب والتقصير تجاهه لكي يتأكد باستمرار من تقبله له أو رعايته واهتمامه خصوصاً لمعرفته بمدى تقديره وحبه لهذه العلاقة، أو لمعرفته لنقاط ضعف الضحية فيستغلها لصالحه، أو لمعرفته أحياناً للكثير من أسراره، يصبح الشخص رهينة عاطفية للآخر (إذا لم تفعل لي كذا فستكون أنت المسؤول عما يحدث لي)، وبغض النظر عن مقدار اهتمامه له فعندما يشعر بأنه لن يحصل على ما يريد يستخدم معرفته الحميمية  لتشكيل التهديدات التي توصله للنتيجة التي يريدها وهي الامتثال لرغباته، ولا يتوقف الابتزاز عند الكلمات بل هناك أشكال أخرى منها ( عقاب الطرف الآخر بالهجر أو الرحيل – محاولة الانتحار – إيذاء الذات (العقاب الذاتي) – المعاناة وإشعار الضحية بمشاعر الذنب وتأنيب الضمير) فلا يمكن للابتزاز أن يكون إيجابيا.

هل يوجد علامات تدل على أنك مبتز من قبل شخص آخر ؟ 

نعم فعلى الأشخاص أن يميزوا بين من يستغلهم عاطفيًا وبين من يتعامل معهم بتوازن في العلاقة، ولكي تعرف هل أنت ضحية ابتزاز عاطفي في علاقة ما أم لا، لاحظ هذه العلامات: الخوف من الشخص المبتز (فقدانه - غضبه - عقابه) فتجد نفسك تلقائيًا تستجيب لأوامره، شعورك بالالتزام في العلاقة بأمور معينة ليست ضمن مسؤولياتك وواجباتك وليست من حقوق الطرف الآخر، بإسقاط أي أمر سلبي عليك.

ما الطريقة الصحيحة للتعامل من المبتز؟

حين تعي الضحية بأنها مستغلة أو مبتزة عاطفياً تبدأ بعلاج ذاتها ورفع تقديرها وبناء ثقتها بنفسها، فيجب أن تواجه الشخص المبتز وتبدأ بوضع الحدود ولا تسمح له بتجاوزها، قول كلمة ( لا ) في حال عدم الرغبة في تنفيذ أمر ما والإصرار على موقفها، المحاورة والنقاش بأنها لا تتقبل هذا الأسلوب وذلك السلوك وأنها ستقوم بما تستطيع وترغب بفعله، تبدأ تسأل نفسها هل أرغب فعلياً في هذا الشيء من داخلي أم سأفعله إرضاء للآخر وخوفاً منه وتفادياً للعواقب، وهذه من الطرق الصحيحة للتعامل مع المبتز.

 كيف أحافظ على حياتي واحميها من أي ابتزاز عاطفي؟ (حياة خالية من الإبتزاز)

لتحافظ على حياتك من أي ابتزاز عاطفي عليك بتقدير ذاتك ومعرفة مواطن ضعفك والعمل على تحسينها، بناء ثقتك بنفسك، وضع خطوط وحدود لحياتك لا تسمح بتجاوزها، عدم التعجل في الحكم على أي شخص والتأكد من أن الحب الذي يظهره هو حب من أجل الحب وليس من أجل مصلحة ما، لا تتجاهل الصوت الذي بداخلك لمجرد الفوز برضا من تحب وخوفا من خسارته وتقوم بعمل داخلك يرفضه، تعلم قول كلمة (لا) عندما لا تشعر بالرغبة بالقيام بعمل ما، عبّر عن مشاعرك، أنت قائد حياتك فلا ترضخ لسيطرة أحد عليها، فأنت تستحق علاقات واعية وسليمة وصحية، وليست مسيطرة وهشة وضعيفة، ترهقك وتستنزف طاقتك، فالعلاقات الطبيعية تكون مصدر سعادة ودعم وعون لنا في هذه الحياة، ومن المستحسن أن كل الأطراف تعرف حقوقها وواجباتها ومسؤولياتها ويراعي كل منهما الآخر.