|

هل ذائقتنا التراثيه في خطر..؟!!

2017-06-30 06:28:00

شاعر شعبي مترف بحب التراث والحفاظ عليه
لا تجود قريحته الا (بسبارة) صباحيه على طعم البسكوت …قال لي ذات صباح مشرق روح ياابني جيب لي كوب من القهوه ومعه ٦صناديق بسكوت ابو صاروخ او ابو ميزان و٢بسكوت ابو زبده وتعال ( اهبلك ) مرسم شعر على كيفك…؟!!
وقد كان…فلما استوى مفعول القهوه الخولانيه مع نكهة البسكوت التشيكي الأصلي من دكان الحقاري او بقالة العم صالح ماطر.. عليهم جميعا رحمة الله
قال اسمع يابوك:-

خلتي براق على الميفا خطيفه
وفي جنوب الحيسيه تسمع لكيده
والمذاري مشرفه….
خول البراق من فايت قريبه
( امبلى اثنين _ وأنا…..؟!!

وتفسير ذلك وصف حالة تجهيز خبز الذره في التنور وتشبيه لهيب الحطب المتواصل او المتقطع
على افق التنور ( الميفا) بلمعان البرق في ليالي العشاوي..
وفي جنوب الحيسيه يعني به توزيع خبز الذره اوالعيش داخل الإناء الفخاري وهو المعروف بالحيسيه … وتسمع لكيده …حينما يفت بالمهرس
داخلها ويسمع له صوت كصوت دق او طحن الحبوب او البن او البهارات في بطن النجر
اوالمحماس وخاصة النوع الخشبي منه…
ولكيده هو صوت ضربه في حواف الحيسيه وجوانبها
وعبارة (امبلى اثنين وانا )….حصريه للغايه
اي لم يجلس على مائدة الحيسيه سواء كانت بالخضير او العيش الحامش ومرفقاته من المرق واللحم او غير ذلك _ سوى شخصين هم انا
كاتب هذه الأسطر ورفيق العمر العزيز د.علي محمد عواجي…وكلمة ( انا ) هو الشاعر نفسه…تقديرا لما نثمنه للشاعر من غيرة على التراث ومفرداته.

المهم ماعلينا من تفاصيل الحكاية لأنني ربما سهوت عن ابيات اخرى من القصه اتمنى من د. علي عواجي الإفتاء فيها لانه شاهد حال
انما الذي جعلني اسوق هذه القصه ان تراثنا في مقتنياته الثمينه كأواني الطبخ..والأكل والشرب التي حافظنا عليها بالرغم من تأثير المدنيه العصرية على حياتنا اليوميه والعامه_ الا اننا لازلنا متمسكون بها بفخر كبير…قد اصبح بعض ابناءنا من الجيل الجديد يستخدمها في طبخ او تقديم اكلات وافده بداخلها مما قد يهدد تراثنا من الأكلات الشعبيه الخالده برمته ..
لفت انتباهي لذلك ماعرض من موائد في فرحة عيد الفطر لهذا العام…حيث تم تقديم وجبات وافده كالأندومي والأسباكتي والحلويات كالجاتوه والبسبوسه في اواني فخاريه جازانيه بإمتياز فأثار ذلك من حفيظتي كشخص ( محافظ) طبعا
من الدرجه الثانيه ..وربما كان استعراض هذه الوجبات من باب التندر او الطرافه ولكن اخشى ان يتحول ذلك لعاده ونجد ان مرقة الماجي ستقدم العيد القادم في قدر المغش..او يسوق لشراب العرق سوس او السوبيا في شربة رجبيه….وهكذا دواليك….
رفقا بتراثنا الخالد ايها الجيل الملهم..