|

قلوب تتسع لها الأرض 

الكاتب : الحدث 2023-05-21 04:21:45

 

قلم 🖊 مها النصار . 
تويتر ‏@mahanassard

لماذا ونحن في صحن الطواف نتحمل بعضنا بعضا ؟!حتى لو دفعنا  أحدهم أو زاحمنا أو  توكأ  علينا ، أو أخطأ صوبنا،  نبادره بالعفو ونلتمس له العذر .
ورغم الازدحام والتدافع تظل أيدينا ممدودة تعانق السماء وعيوننا تنبض دمعًا وقلوبنا تنسج الدعاء ،رغم اختلاط الأصوات واللغات لا نتشتت ، فالصلة مع الله قائمة فلا تلتبس علينا الأمنيات ، ولا تضيع منا الرغبات ، محكمين القبض عليها بالدعوات ، فالوعي في أعماقنا ومآربنا وحاجاتنا متجلي ، (وكل في فلك يسبحون )
هذا الوعي تشرّب من العبادات ما طهره من الكدر والضيق ، وأدرك به مفهوم الصبر والتحمل تأدبًا مع الله وطاعة وقربى،  وهذا الوعي هو مصدر الرضا والفرح في قلب  كل من دخل بيت الله .
أتساءل لماذا هذا الوعي محصور في حدود الحرم ! إذا كان الحرم بيت الله فالأرض أرض الله 
لماذا نختلف نحن داخل الحرم عن خارجه ؟
لماذا ضاقت الأرض والأنفس اليوم على الناس في البيوت في العمل في الشارع ..
لماذا انخفضت طاقة التحمل وزادت حدة ردة الانفعال !؟لماذا الحديث يدور حول هم ونحن ؟وتؤججه قنبلة التباين واختلاف الألوان والبلدان !؟ 
وجذور الأخوة جوهرها (كلنا سواسية )
نتوجه نحو قبلة واحدة ،ونلمس ستار الكعبة، ونشرب ماء زمزم ،ونطوف ونسعى .وعند مقام إبراهيم عليه السلام ونحن نرى موطيء قدمه الشريفة  نتذكر قدم إسماعيل عليه السلام وهو يركل الرمل وقدم هاجر عليها السلام وهي تسعى،  وأقدامنا تسير على منهجهم وقلوبنا مملؤة شوقًا إليهم .
إن رحلة العمرة والحج ماهي إلا رحلة الإنسان على الأرض فهذا النسك نمط حياة المؤمن وسلوكه عبادة .
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )
كل هذا الجمال الروحاني الذي يشع سرورًا ويبث فرحًا ، علينا أن نحافظ عليه،  علينا أن نجعله ممتدًا،  علينا ألا نفقده .
حتى تكون الأرض كمكة تتسع للبوح والروح .وهل تضيق الأرض بما رحبت بمن يجعل حياته كلها عمرة لله !! 
لتكن أخلاقنا دائماً كما أننا بين يدي الله.

بقلم /مها النصار
 تويتر ‏@mahanassard