|

“ويسألونك عن الروح”

2019-02-05 11:19:07

عندما نرى لوحة فنية في غاية الجمال نقول عنها بأن لها روح ، عندما نرى البساتين والحدائق نقول أن هناك روح للمنطقة نعم الروح من أبدع ما خلقه الله وهو كائن غير حسي وهي كلمة ذات طابعٍ فلسفي يختلف كثيرٌ من الباحثين والدارسين في تحديد تعريفٍ موحدٍ لها، أو تحديد ماهيّة الروح على صعيد الفلسفات والأديان المختلفة، لكن أجمع الكثيرون على أنها ذاتٌ قائمةٌ بنفسها ذات طبيعةٍ معنويّة غير محسوسة أو ملموسة، وعلى الرغم من هذا الإجماع بقي الأمر محلّ شك، أمّا البعض الآخر فإنّه يَعتبر الروح مادةً (أثيريّة أساسيّة)، وهي من الخصائص المعجزة الفريدة في جميع الكائنات الحيّة.
وقد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)﴾ (سورة الحجر)
كما ذكرت سابقاً إختلف العلماء عن تعريف الروح وإختلفت الأديان السماوية على التعريفات المنسوبه للروح فكل عقيدة فسرت الروح على حسب علمها وثقافتها وهذا ماجعلني أكتب عنها.
روى البخاري حدثنا قيس بن حفص قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا الأعمش سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:
بينما أنا أمشي مع النبي في خرب المدينة، وهو يتوكأ على عسيب معه، فمر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح؟ وقال بعضهم: لا تسألوه، لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقال بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم، ما الروح؟ فسكت، فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه، فقال: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }

وفسرها أفلاطون (427 – 347 قبل الميلاد) باعتبار الروح كأساس لكينونة الإنسان والمحرك الأساسي للإنسان واعتقد بأن الروح يتكون من 3 أجزاء متناغمة وهي العقل والنفس والرغبة أما أرسطو فقد فسرها بتعريف الروح كمحور رئيسي للوجود ولكنه لم يعتبر الروح وجودا مستقلا عن الجسد أو شيئا غير ملموس يسكن الجسد فاعتبر أرسطو الروح مرادفا للكينونة ولم يعتبر الروح كينونة خاصة تسكن الجسد .