|
الكاتب : الحدث 2021-10-11 08:27:39

قال تعالى (يا أيُها الذين آمنوا إجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم -ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً )

من الأمور التي أُبتلي بها الناس بكثرة في زماننا هذا والتي كادت أن تكون سبباً في إنقطاع علاقاتهم الإجتماعية وقطع صلة المحبة وإنتشار السوء والبغضاء فيما بينهم 
هو سوء ظنهم ببعضهم -
سوء الظن هو :كما قال إبن القيم (إمتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس حتى يطفح على اللسان والجوارح )
هو عدم الثقة بمن هو لها أهل 
يجلُب الشرالذي يغلِب على الخير 

ما أكبرها عندما يُساء ويُخوّن الأهل والأقارب والأحبة في غير محله 
وما أصعبها من معركة يخوض فيها الخيال المُسيء والخطأ في مواجهة فعلٍ يُمكن أن يكون بتفسيرين صحيح وخاطئ.
نحنُ في زمن مليء بالإشاعات والإنقياد وراء عدم التثبت 
جعلت لسوء الظن آثاراً -مؤشر سلبي ومتفشي في المجتمع وصلاحه 
فلو حرص كُل شخص مُسلم على كل مايجول بفكره وما سيقول مساويء الأمور وصار مُجتمعاً مُتحاباً مُتعاوناً
يقول علي رضي الله عنه (إذا أستولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية   فقد ظلم )
لماذا يجعل الناس أنفسهم في ذلك الذنب ولم يُفكِروا في المآل والأثارالناتجة عن فعل ذلك 
لماذا لا يُصلحون أنفسهم قبل أن يظنوا ببعضهم بِما ليس فيهم فيؤثمون أنفسهم ويظلمون بعضهم بعضاً-
عليكم أن تتجنبوا إطلاق الحكم على غيركم وأن تدعوا التسرع فإن أتاكم عن أخوانكم شيئاً سيء فعليكم ألا تُصدقوا بل عليكم ألا تعطون لعينيكم التصديق ولا لعقولكم التفكير في ذلك فما لم تروه بأعينكم فهو ليس مُثبتاً منه لأجل ذلك لايجب تصديقه

عندما تُريدون التخلص منه استشعروا عُظم ذنب سوء الظن وقُبحه .

وأتقوا اللّه عز وجل فأنه يُغلق بابه 
تأولوا خيراً ولا تعتقدوا الشر دون أي دليل أو بُرهان 
أقبلوا الإعتذار والتقصير لأن إعتقاد الخير بالآخرين من علامات الصفح والمُسامحه وتحقيق تربية الوالدين للأجيال بتصديق النوايا وحُسن الظن .
أصبروا وتحملوا من مُسيئين الظن وما يصدر منهم إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يصبر ويتحمل -
أضبطوا أنفسكم عند الوقوع في الإبتلاءات والمحن -
والرضا بقضاء الله تعالى  وقدره والصبر على الطاعات الواجبة على المسلم للّه سبحانه وتعالى 

التوكل على الله عز وجل وإحسان الظن به والثقة بما عنده وبالمقادير التي قدرها لِعباده 
والحرص على إزالة الشكوك 
جنبوا أرواحكم من الشكك بالناس وتحرزوا من وضع أنفسكم في مواطن الشك -
وأخيراً أقول :لا تُبالغوا في إحسان الظن ببعضكم كي لا تُخذلون ولا تسيئوا الظن ببعضكم كي لا تظلمون 
كونوا بلا ظنون كي تكونوا كما تكونون 
وإياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث .
—————— 
بقلم  الكاتبة / فاطمة  الغربي 
@Fak454545